نيويورك (الاتحاد)
تسببت جائحة كوفيد في تفشي أعراض مرضية متفاوتة الشدة وأزمات اقتصادية، وانتشار غير عادي لـ «البودكاست» الذي يعد فناً صحفياً جديداً يرسخ أقدامه ببطء لكن بقوة. لفت الوسيط الإعلامي الجديد منذ ظهوره قبل سنوات الأنظار، لكن مؤخراً أثبت نجاحاً مبهراً مع إقبال الملايين على استكشاف مضمونه عبر العديد من المنصات. حدث التطور الحقيقي في شعبية البودكاست مع فترة العزل التي سادت العالم عقب ظهور فيروس كورونا. فالمشاهير والنجوم والسياسيون البارزون الذي اضطرتهم الظروف للبقاء في المنزل، لم يتحملوا الابتعاد عن الميكروفون والأضواء. فماذا يفعلون؟! برزت فكرة البودكاست كطوق نجاة للجميع، للنجوم والجماهير ولصناعة الإعلام، الكل كان مستفيداً.
استغل نجوم السياسة والفن والمجتمع رصيدهم المعنوي الهائل ودائرة علاقاتهم المتشعبة في استضافة أبرز الأسماء، والجمهور من ناحيته وجدها فرصة مثالية ليقترب أكثر من الأسماء الكبيرة التي طالما تتبعها على الشاشات الكبيرة والصغيرة. والمنصات الرقمية اعتبرتها فرصة لتحقيق مزيد من الأرباح، فالأسماء الكبيرة تضخ إيرادات كبيرة، وتستقطب جماهير عريضة وإعلانات كثيرة. يمثل ذلك مرحلة نوعية في تطور البودكاست من شأنها أن تغير المشهد العام في صناعة الإعلام. فقبل كورونا لم تكن البودكاست شيئاً مذكوراً نوعاً ما، لأن قليلين للغاية كانوا يلتفتون إلى هذه المدونات الصوتية التي ظهرت فجأة وعلى استحياء في الفضاء الإلكتروني، لكنها الآن تطرح نفسها بقوة كبديل عصري للخدمات الإذاعية، يمكن أن ينافس بقوة الإعلام التقليدي والجديد. والفضل في ذلك للموجة الجديدة من النجوم الذين اقتحموا المجال وللموضوعات النوعية الجديدة التي يتم طرحها وللخبطات الصحفية المميزة التي يتم تحقيقها.
وقائمة المشاهير المنضمين إلى عالم البودكاست تتسع يوماً وراء الآخر، وهي تضم أسماء مثل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما والرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري والأمير هاري وزوجته ميجان ميركل، وكيت ميدلتون زوجة الأمير وليام ولي العهد البريطاني، ناهيك عن مذيعات شهيرات مثل أوبرا وينفري أو ممثلات مثل جوينيث بالترو، مع نجمات مثل كيم كاردشيان وباريس هيلتون.
فماذا يفعل هؤلاء أمام الميكرفون ؟! إنهم يلتقون ضيوفاً من المشاهير مثلهم من مختلف المجالات، ويناقشون شتى الموضوعات التي قد يبدو بعضها نخبوياً أكثر من اللازم أو قضايا تهم الإنسان في مواجهة تحديات العصر. كما أنهم يتحدثون أيضاً عن جوانب خفية من حياتهم الشخصية وبطريقة حميمة للغاية، كما لو أنهم في جلسات خاصة جداً مع أصدقاء مقربين. يضفي ذلك قدراً أكبر من الإثارة بدرجة تلهب حماس الجمهور الذي أصبح بمقدوره متابعة نجومه المحبوبين وهو يقود السيارة أو أثناء التريض أو تناول الغذاء أو قبل النوم. يعني ذلك أنه بفضل المدونات الصوتية، ولت الأيام التي كان فيها المشاهير مثل النجوم، تلمع من بعيد جداً. الآن صارت قريبة للغاية. بضغطة زر نستمع إليها، لتحكي لنا عما يهمنا في أي وقت شئنا.
هيلاري كلينتون
تجلس وزيرة الخارجية السابقة لإجراء محادثات صريحة ومتعمقة، وأحياناً مضحكة مع أشخاص تجدهم رائعين. بمساعدة ضيوفها، تعالج هيلاري الموضوعات التي تشكل حياتنا، من الإيمان إلى القضايا السياسية الملحة في عصرنا، إلى أفضل الأطباق الجديدة، وصولاً إلى مسابقات الطهي.
باراك أوباما
حقق بودكاست «المتمردون.. ولدوا في الولايات المتحدة» الذي قدمه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، بالتعاون مع مغني الروك بروس سبرينغستين، نجاحاً كبيراً عبر منصة البث الصوتي سبوتيفاي، وستتحول الموضوعات التي ناقشها الثنائي خلال البودكاست إلى كتاب تحت عنوان «المتمردون: ولدوا في الولايات المتحدة».
وناقشت سلسلة البودكاست التي كانت من بين الأكثر استماعاً على مستوى العالم، سلسلة من القضايا المهمة مثل العدالة الاجتماعية وقضايا التمييز العرقي وغيرها. وهذا البودكاست جزء من شراكة متعددة السنوات بين سبوتيفاي، وشركة هاير غراوند التي يملكها باراك أوباما، وزوجته ميشيل أوباما.
ميشيل أوباما
تدير السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما بودكاست لها بالتعاون مع Spotify، وهو من أكثر المدونات الخاصة بالمشاهير شعبية بسبب مناقشاتها مع مختلف الضيوف المشاهير. في حلقاتها التي تستغرق ساعة واحدة، تكشف عن مواضيع مثل تربية الأطفال بالطريقة الصحيحة، والعلاقات الأسرية والزواج، وما إلى ذلك. في مقابلة مع Spotify، أعربت عن أملها في أن تكون هذه المدونة مكاناً لتحليل الموضوعات ذات المغزى في حياتنا اليومية.
«معكم باريس»
باريس هيلتون تتحدث في مدونتها بصراحة مع أصدقائها وعائلتها، عن أفضل الأفلام والموسيقى وعروض التلفزيون والمبتكرين والمبدعين وصانعي الأخبار والأيقونات. لكن لا يمنع ذلك من أنها تجري أيضاً محاورات جادة وعميقة مع العديد من الضيوف غير المتوقعين. تقول مدونتها: إنها «تجري مقابلات مع الناس بطريقة لا تستطيع سوى باريس القيام بها»، فتطرح أسئلة ومواضيع مفاجئة وغير متوقعة وملهمة.
أوبرا وينفري
تستثمر المذيعة الشهيرة خبرتها العريضة في إجراء مقابلات مع قادة الفكر وأصحاب الرؤى والمؤلفين الأكثر مبيعاً وخبراء الصحة للإجابة عن الأسئلة الحائرة التي تهم جمهورها الكبير عبر مدونتها «سوبرسول».
الأمير هاري وميجان ميركل
أبدى دوق ودوقة ساسكس اهتماماً كبيراً بالمدونات الصوتية، حيث شاركا كضيوف في العديد من المنصات مع مضيفين آخرين، وفي الوقت نفسه قاما معاً أو منفردين بتقديم مدونات مهمة عبر منصة سبوتيفاي. وتقدم ميجان مدونة متواصلة ونشطة جداً بعنوان Archetypes، وهو بودكاست جديد منعش وديناميكي تتحدث فيه مع الخبراء والمؤرخين وشخصيات أخرى مثيرة للاهتمام. كما تكشف كثيراً عن جوانب من شخصيتها وحياتها مع الأمير هاري ودعمه لها في مواجهة الضغوط والتحديات. وقد أعلنت مؤخراً إطلاق مبادرة مشتركة لدعم النساء بإلهام من البودكاست الذي تقدمه.
بيل كلينتون.. «لماذا أحكي لكم عن ذلك؟!»
يلتقي كلينتون في هذه السلسلة من المدونات الصوتية مع العديد من الشخصيات الشهيرة: قادة سابقون، مشاهير، نجوم في كل مجال، ليتحدثوا حول قضايا الساعة، مستفيداً من قدرته الفائقة على شرح أعقد القضايا بأبسط الطرق، وكذلك من موهبته في الحكي والسرد التي ورثها من عائلته التي كانت تعتبر الحكايات أفضل وسيلة ترفيه في ساعات المساء وعلى مائدة الغداء.