علي عبد الرحمن (القاهرة)

فريد شوقي، اسم بارز وعلامة في تاريخ الفن العربي، أطلق عليه الجمهور «ملك الترسو» لغزارة أدواره، وتربع الممثل المصري الذي عرف أيضاً بـ«وحش الشاشة» على عرش الفن طوال 5 عقود، واشتهر في الوسط بـ «فريد بك»، وتطرقت أعماله للواقع الاجتماعي والقضايا الشائكة.

1 ـ 384 عملاً 
الممثل الكبير صاحب الـ 14 فيلماً في قائمة أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية، قدم خلال مسيرته 384 فيلماً و10 مسرحيات و13 مسلسلاً درامياً و13 إذاعياً.

2 ـ شقيق توأم
وُلد فريد شوقي محمد عبده في 30 يوليو 1920، بحي السيدة زينب بالقاهرة، ونشأ في الحلمية الجديدة، كان والده يعمل مفتشاً بوزارة المالية، وله شقيق توأم. تلقى دراسته في مدرسة الناصرية، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل على الدبلوم، وعمل موظفاً مع والده، ثم قدم استقالته وتفرغ للفن.

3 ـ البداية
بدأ مشواره بأدوار ثانوية على المسارح مع فرقة يوسف وهبي، وأصبح الممثل الرئيس فيها، والتحق بالمعهد العالي للتمثيل، وتتلمذ على يد زكي طليمات، وتخرج عام 1947. دخل السينما عام 1946 بدور ثانوي في فيلم «ملاك الرحمة»، أمام يوسف وهبي وفاتن حمامة، وقدم «ملائكة في جهنم»، ثم تعاقد معه أنور وجدي في 10 أفلام وشارك معه للمرة الأولى في «قلبي دليلي» 1947، ثم «عنبر» 1948، و«غزل البنات» 1949، و«إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة» 1955. لعب أولى بطولاته في «الأسطى حسن» 1952، وقدم أفلام التراجيديا والتشويق مثل «رصيف نمرة 5» و«حميدو»، ونجح بشخصية البطل الشعبي فمنحنه الجمهور لقب «ملك الترسو».

4 - منتج ومؤلف 
أنتج 14 فيلماً شارك في بطولتها، وألّف وكتب 34 عملاً، منها 28 فيلماً بدأها بـ«الأسطى حسن» 1952، ثم «رصيف نمرة 5» 1956، و«الفتوة» 1957، أول مشاركة للأديب نجيب محفوظ في كتابة السيناريو والحوار. وآخر الأعمال التي صاغ أحداثها «شاويش نص الليل» 1991، بالإضافة إلى فيلمين من تأليفه لم يشارك في بطولتهما: «كهرمان» و«كلهم أولادي». ودرامياً كتب 8 مسلسلات بدأها بـ«عم حمزة» 1981، و«صابر ياعم صابر» 1988، مروراً بمسلسله الأشهر «البخيل وأنا» 1991، وآخرها «روبابيكيا»، الذي عُرض بعد وفاته بعامين.

5 - أبو الفنون
بدأ مع فرقة الريحاني، وكان المسرح بوابته للشهرة عندما شاهده حسين الإمام وكامل مرسي أثناء تجسيده شخصية الشرير في مسرحية «الجلف»، للكاتب الروسي تشيكوف. وأعاد مسرحيات نجيب الريحاني، وبرع في الكوميديا، ما دفع المؤلفين إلى كتابة مسرحيات خاصة له، فقدم 10 مسرحيات منها «الدلوعة» 1969 مع نيللي، «البكاشين» 1970 مع سهير رمزي، «شارع محمد علي» 1990 مع شريهان وهشام سليم، وآخر عروضه «100 مسا» 1993 مع هالة فاخر ويوسف شعبان.

6 ـ تعديل القوانين
كان «ملك الترسو» مهموماً بالقضايا المجتمعية، وتسبب في تعديل بعض القوانين من خلال أعماله، وصاغ كتابتها بنفسه، كما لفت إلى الحالات الإنسانية للسجناء في فيلم «كلمة شرف» 1973، وفي «عفواً أيها القانون» سلط الضوء على قانون العقوبات الذي يفرق بين المرأة والرجل.

7 ـ السينما التركية
استعانت به السينما التركية عام 1967 في فيلم «الفتى الذهبي في بيروت»، كضيف شرف مع الممثل التركي جوكسيل أرصوي، وعقب أحداث 1967 توقف الإنتاج السينمائي في مصر، وطلب أحد المنتجين الأتراك من فريد أن يقوم ببطولة فيلمين، ووافق بشرط أن يكتب السيناريو والحوار عبد الحي أديب، وقدم للسينما التركية 11 فيلماً بين عامي 1967 و1973.

8 ـ زوجاته وبناته
تزوج فريد 5 مرات، الأولى في الـ 18 من عمره من صديقته بمعهد الفنون المسرحية، والثانية كانت محامية، ثم تزوج زينب عبد الهادي وأنجب نجلته منى، وعام 1951 تزوج من الفنانة هدى سلطان وأنجبا ابنتين ناهد ومها وانفصلا عام 1961، والزوجة الخامسة سهير ترك، وأنجبا عبير ورانيا.

9 ـ شائعات 
لاحقت فريد الشائعات، ومنها عندما قطع التلفزيون المصري إرساله وأعلن وفاته في 17 يونيو 1998، وبعدها اعتذر التلفزيون عن الخطأ وأجرى معه حواراً. وقال في برنامج «مساء الخير» مازحاً: «يمكن دي البروفة الأولى للوفاة». توفي وحش الشاشة في 27 يوليو 1998، عن عمر ناهز 78 عاماً إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، وشيِّع بجنازة رسمية تقديراً لمسيرته، حضرها مندوب عن رئيس الجمهورية، وتقدم المشيِّعين وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني.