تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أعرب الفنان طارق المنهالي عن فخره بتلحين وأداء أغنية «هي الاتحاد» التي كتب كلماتها الشاعر خليل عيلبوني من خلال قصيدته «تحية إلى جريدة الاتحاد»، واعتبرها فخراً له وإضافة في مسيرته الغنائية، كما شكلت تحدياً كبيراً بالنسبة له، لاسيما أنها من اللون الأصيل باللغة العربية الفصحى بهوية إماراتية، وقد نفذها لجريدة «الاتحاد» التي تحتل مكانة خاصة في قلبه، وغناها خلال احتفالية «الجريدة» يوم 19 أكتوبر الجاري بالذكرى الـ 53 لتأسيسها.
في مستهل حديثه لـ «الاتحاد»، توجه طارق المنهالي إلى إدارة الجريدة والعاملين فيها، بالتهنئة على مسيرة الإنجاز الطويلة الممتدة لأكثر من 5 عقود من الصدارة. وقال: حققت «الاتحاد» الكثير من الإنجازات في مجال الإعلام، واستطاعت على مر السنين أن تكون منبراً ملتزماً ورصيناً للقارئ المحلي والخليجي والعربي، ومنصة مهمة لمواكبة نهضة الإمارات وما حققته من ازدهار في شتى المجالات منذ قيام دولة الاتحاد.
وأضاف: البصمة التي طبعتها جريدة «الاتحاد»، من تألق وتفوق وتميز ومهنية، إضافة إلى رصدها لآفاق التحولات والتحديات الراهنة في طبيعة المهنة، أمور جعلتها تتصدر المشهد. وتوازياً مع تاريخها المشرف، ستظل دائماً في الصدارة بحكم أنها سباقة في تغطية الأحداث المحلية والخليجية والعربية بأسلوب مميز ومصداقية عالية ورؤية متفردة وحيادية في الطرح.
تحد كبير
واعتبر المنهالي أن اختياره لأداء «هي الاتحاد» وغناء كلمات الشاعر خليل عيلبوني، تكليف وتشريف في الوقت نفسه. وقال: كنت أمام تحدٍ كبير، خصوصاً أن اللون الفصيح في القصائد المغناة، له قالب مهيب يصعب فيه اختيار اللحن، وكنت أمام دمج للحن الشعبي الإماراتي مع قالب أوركسترالي وسيمفوني، وكان الاجتهاد في العمل متواصلاً وبحرفية عالية، إذ قمنا بعمل نماذج عدة للحن والأداء، للوصول إلى اللون الموسيقي المناسب لاحتفالية «ملتقى الاتحاد»، استناداً إلى القصيدة المتميزة التي تعبر عن تاريخ الجريدة وإنجازاتها ومكانتها الرفيعة بين الوسائل الإعلامية الأخرى.
جمالية مطلَقة
وتحدث طارق المنهالي عن تمكنه من أداء الأغنيات بالفصحى، لاسيما أنه قدم سابقاً عدداً منها بالتعاون مع الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، بينها: «لا يهدي الريم» و«العيد المبجل» اللتان حققتا رواجاً كبيراً. وقال: لغتنا العربية تتميز بجمالية مطلقة، ولا أواجه فيها أي صعوبة، إلا أن هنالك قالباً فنياً وصوتياً لا بد أن يتقيد به المطرب أثناء الأداء والتلحين لتقديم الكلمات بحلتها الفاخرة. وأشار إلى أن ما ساعده على اكتساب هذه المهارة تخرجه في أكاديمية «بيت العود العربي»، والذي بدأ يجني ثماره بالمضي قدماً، ومن دون تردد، في تلحين وغناء العديد من الألوان، بغض النظر عن نوعها، معتبراً الموسيقى لغة سلام ومحبة وعطاء.
15 آلة
أغنية «هي الاتحاد» نفذها المنهالي بأوركسترا متكاملة، تضم أكثر من 15 آلة موسيقية، حيث تولى توزيع العمل المايسترو المصري أحمد العسال، ونُفذت الوتريات والكورال بين موسيقيي الإمارات ومصر، وتم عمل «الميكس ماستر» في كندا مع المهندس علي رمضان، واستغرق تجهيز العمل قرابة الشهر.
صوت الأصالة
يُعتبر طارق المنهالي أول فنان إماراتي تخرج في أكاديمية «بيت العود العربي» التابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، تحت إشراف مؤسس الأكاديمية الموسيقار نصير شمة الذي أطلق على المنهالي لقب «صوت الأصالة».
كلمات «هي الاتحاد»
هِيَ الاتّحَادُ سِجِلٌّ مُنِيرُ
لِتَارِيخِنَا والسِّجِلُّ مُثِيرُ
بِعُمْرٍ تَجَاوَزَ خَمْسِينَ عَاماً
وَفِي كُلِّ عَامٍ لِمَجْدٍ تَسِيرُ
هِيَ الاتّحَادُ جَرِيدَةُ شَعْبٍ
يَرَى أَنَّهُ بِالمَعَالِي جَدِيرُ
وَقَائِدُ شَعْبِ الإِمَارَاتِ أَرْسَى
دَعَائِمَهَا لَمْ يَعُقْهُ العَسِيرُ
فَمَا كَانَ زَايِدُ إلاَّ زَعِيماً
لَهُ كُلُّ حُرٍّ أَبِيٍّ نَصِيرُ
إِلَى البَدْءِ عُدْتُ لِأَقْرَأَ فِيهَا
حَكَايَا فِعَالٍ إِلَيْهِ تُشِيرُ
لِصَفحَاتِهَا حِينَ تَرْجِعُ تَلْقَى
بِأَنَّ الّذِي خَطَّهَا مُسْتَنِيرُ
مِنَ البَدْءِ كَانَتْ صَحِيفَةَ عِلْمٍ
وَفِي الصِّدْقِ لَيْسَ لَدَيْهَا نَظِيرُ
هِيَ اليَوْمَ تُكْمِلُ سِيرَةَ مَجْدٍ
إِلَيْهَا أُقَدِّمُ أَسْمَى التَّهَانِي
وَأُعْلِنُ أَنِّي لَدَيْهَا السَّفِيرُ
فَلِلْاتِّحَادِ مَكَانٌ بِقَلْبِي
وَمَا هِيَ تَطْلُبُ مِنِّي يَصِيرُ