الشارقة (الاتحاد)
لاقى الفيلم الوثائقي الأول الذي أنتجته مؤسسة «القلب الكبير»، بعنوان «حكاية الحي»، الحائز جوائز عالمية، والذي يوثق حياة اللاجئة السورية أسماء، وإصرارها على تنشئة جيل واع من الفتيات والشابات الناجحات، استحسان المشاهدين الذين أثنوا على القصة الحقيقية الدافئة والملهمة، وأثرها الإيجابي على انفعالاتهم وفكرهم ومشاعرهم الإنسانية.
جاء ذلك بعد عرض الفيلم أمس الأول، في «مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات»، ضمن فعالية «السجادة الخضراء» التي تنظمها الدورة التاسعة لـ«مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب» 2022 للمرة الأولى.
ويروي الفيلم، قصة اللاجئة السورية أسماء التي تنجح بتحويل ألمها والصدمة التي تعرّضت لها إلى طاقة إيجابية لمساعدة الفتيات اللاجئات في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن، حيث تطلق مشروعها القرائي لإيقاد مشاعل الأمل في فكر الفتيات اللاجئات وتمكينهن من إعادة بناء حياتهن التي تدمرت بسبب الحرب.
وفي لقاءٍ أعقب عرض الفيلم الذي اختارته «السجادة الخضراء» في رابع أيام المهرجان، قالت المخرجة المكسيكية أليخاندرا ألكالا «تساعد الأفلام الوثائقية مثل فيلم «حكاية الحي» على كسر الحواجز وتصحيح الأفكار السائدة والمفاهيم المغلوطة عن اللاجئات، والهدف من تسليط الضوء على تجربة اللجوء بنظرة إيجابية هو تمكين عدد أكبر من الفتيات والنساء ومساعدتهن على البحث في أنفسهن، واكتشاف مكامن العزم والإرادة والمرونة والقدرة على مواجهة التحديات والتغلب عليها».
وأضافت: «استوقفتني قصة أسماء وجذبتني إلى رسالتها لأنني أؤمن بقوة السرد القصصي وقدرته على إحداث التغيير الإيجابي، وآمل أن يسهم الفيلم بإلهام الفتيات وتمكينهن من استمداد القوة والعزم من ثبات أسماء وإصرارها وعزيمتها». وقبل عرض الفيلم، شاركت المخرجة المكسيكية مع جمهور المهرجان رسالة من أسماء التي انتقلت للعيش في فرنسا بعد 10 سنوات من إقامتها كلاجئة في مخيم الزعتري، تقول فيها «لا تشاهدوا الفيلم بأعينكم فحسب، وإنما بقلوبكم، واصلوا كفاحكم لتحقيق أهدافكم، ولا تستسلموا لتحديات الحياة».ووصفت علياء عبيد المسيبي، رئيس قسم الإعلام في مؤسسة القلب الكبير، قصة أسماء بنموذج لصناعة التغيير والتأثير الإيجابي الذي يستطيع الأفراد إحداثه عند تمكينهم بأبسط المهارات، وشكرت القائمين على منظمة «نحن نحب القراءة» الخيرية الأردنية، شركاء مؤسسة القلب الكبير، على مشروعهم الذي حفز رحلة اللاجئة السورية أسماء نحو تحويل آلامها وآلام مئات الفتيات والنساء اللاجئات إلى أمل. وتوجهت المسيبي بالشكر لمخرجة الفيلم الذي وثق الجانب الإنساني لقضية اللاجئات من خلال تسليط الضوء على قصة أسماء، مؤكدة أن دعم مؤسسة «القلب الكبير» للفيلم جاء انطلاقاً من التزامها بتغيير الأفكار السائدة بين الناس حول اللجوء، وإلهامهم التعامل مع مجتمعات اللاجئين كبشر موهوبين يمتلكون طموحات وتطلعات، لا على أنهم مجرد أرقام». وأضافت: «ما يجعل قصة أسماء أكثر إلهاماً هي أنها لم تكن أنانية في رحلتها ولم تسع لتنمية نفسها فقط، وإنما حرصت على الارتقاء بحياة عدد كبير من الفتيات ومساعدتهن على تحويل الظروف القاسية والمؤلمة إلى فرص إيجابية». يشار إلى أن فيلم «حكاية الحي» حصل على جوائز عالمية عدة، وعُرض في عدد من المهرجانات السينمائية في الولايات المتحدة، والمكسيك، واليونان، وهولندا، وكندا، وفنلندا، والمغرب، وألمانيا، والدنمارك.