قال اثنان من أطباء القلب البارزين إن الصحة دفعت ثمناً بالغاً على مستوى العالم لعدم استخدام عقاقير بسيطة ومنخفضة التكلفة تجمع بين أدوية خفض ضغط الدم، وأدوية الستاتين والأسبرين على نطاق واسع في شكل حبة واحدة، تُعرف أيضًا باسم الحبة المتعددة أو المضغوطة (Polypill).
وأضاف الطبيبان، في تعليق نُشر في مجلة The Lancet المرموقة، إن التوافر الواسع للحبوب المتعددة من شأنه أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية خاصة أن تلك الحبوب ستكون في متناول معظم الناس على مستوى العالم.
يؤكد البروفيسور فاوستو بينتو، رئيس الاتحاد العالمي للقلب أنه "على الرغم من الأدلة العلمية الجوهرية على الفعالية العالية والسلامة والقدرة على تحمل تكلفة الحبة المتعددة، إلا أن القليل من هذه المنتجات المركبة متوفر، وفي البلدان القليلة التي تتوفر فيها، يكون استخدامها منخفضًا". 
بدوره، يضيف البروفيسور سليم يوسف، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث صحة السكان وأستاذ الطب الفخري في جامعة ماكماستر في مدينة أونتاريو الكندية "هذا الفشل المنهجي مأساة عالمية، حيث يمكن تجنب العديد من الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية".
يعاني حوالي 54 مليون شخص من أمراض القلب والأوعية الدموية كل عام، يموت ثلثهم، ويعيش 80 في المائة منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
تصيب معظم النوبات القلبية والسكتات الدماغية الأشخاص الذين ليس لديهم أمراض قلبية وعائية سابقة، مما يعني أن الوقاية الأولية من النوبة القلبية أو السكتة الدماغية الأولى ضرورية. الوقاية الثانوية للأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب والأوعية الدموية مهمة أيضًا ولكن ليس لها نفس التأثير.
تم اقتراح الحبة المتعددة، المعروفة أيضًا باسم العلاج المركب بجرعة ثابتة، والتي تضم مزيجا من عوامل خفض ضغط الدم، والستاتين لخفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار LDL) وجرعة منخفضة من الأسبرين، في أوائل القرن الحادي والعشرين كوسيلة لتقليل أمراض القلب والأوعية بشكل كبير وبتكلفة منخفضة.
أظهرت منشورات البوفيسور يوسف المختلفة أن استخدام الحبة المتعددة أدى إلى تراجع النوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 35 إلى 50 في المائة.
ويؤكد "الإجابة الآن واضحة ومدوية، مع بيانات من ثلاث تجارب مستقلة وكبيرة وطويلة الأمد في الوقاية الأولية وواحدة في الوقاية الثانوية تُظهر أهميتها في إنقاذ الحياة".
يوضح البروفيسور بينتو "حان الوقت لاستخدام الحبة المتعددة على نطاق واسع لإنقاذ ملايين الأرواح كل عام". 
ويوصي هو والبروفيسور يوسف بالاستراتيجيات الجديدة التالية:
1- تشجيع شركات الأدوية الكبيرة على الاستثمار في تطوير واختبار الحبات المتعددة، خاصة تلك الأحدث ذات التأثيرات المنخفضة لضغط الدم (مثل الجمع بين جرعات منخفضة من 3 أو 4 فئات من الأدوية مع الستاتين وجرعات منخفضة من الأسبرين). سيضمن التصنيع، باستخدام المكونات العامة وتسويق الحبة المضغوطة بأسعار مقبولة محليًا، القدرة على تحمل التكاليف مع الحفاظ على الربحية للشركات. وبالتالي، تعزيز استخدامها من قبل غالبية الناس حول العالم.
2- يُعد تضمين "الحبة المتعددة" في قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية، وفي الدلائل الإرشادية للوقاية الأولية والثانوية من أمراض القلب والأوعية، خطوة تالية مهمة. كتب بينتو ويوسف أن "هذا من شأنه أن يشجع الحكومات وشركات التأمين، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، على أن تدرجها في وصفاتها، وتوصي الأطباء باستخدامها".
3- الجمع بين الحبة المتعددة ونصائح حول نمط الحياة للوقاية من أمراض القلب والأوعية.