أشارت دراسة أميركية إلى أن تقنية جديدة تتيح خيارًا لتحريك حصوات الكلى من الحالب بل وحتى تفتيتها بأقل قدر من الألم ودون أي تخدير، ما سيسهل إجراء هذا التدخل في عيادة عادية. وفقًا للدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة the Journal of Urology، يستخدم الطبيب خلال هذا الإجراء محول طاقة محمولا باليد يوضع على الجلد لتوجيه الموجات فوق الصوتية نحو الحصاة. يمكن، بعد ذلك، استخدام الموجات فوق الصوتية لتحريك الحصاة وتغيير موضعها وتسهيل مرورها وهي عملية تسمى الدفع بالموجات فوق الصوتية، أو تفتيتها، وهي تقنية تسمى تفتيت الحصوات بموجة الانفجار (burst wave lithotripsy، BWL). على عكس تفتيت الحصى بموجة الصدمة، وهو الإجراء القياسي المستخدم الآن ويتطلب التخدير، فإن هذه التكنولوجيا لا تؤذي، كما قال المؤلف الرئيسي الدكتور إم كينيدي هول، طبيب الطوارئ في جامعة واشنطن الطبية "إن الإجراء غير مؤلم تقريبًا، ويمكنك القيام بذلك بينما يكون المريض مستيقظًا وبدون تخدير، وهو أمر بالغ الأهمية". وأضاف هول أن فريق البحث يأمل في أنه يمكن، في النهاية باستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة، تنفيذ إجراء تحريك أو تفتيت حصوات الكلى في عيادة أو غرفة طوارئ. يمكن أن يسبب وجود الحصوات في الحالب، الذي يمتد من الكلى إلى المثانة، ألمًا شديدًا وهي سبب شائع لزيارات قسم الطوارئ. يُنصح معظم المرضى، الذين يعانون من حصوات الحالب، بالانتظار لمعرفة ما إذا كانت ستمر من تلقاء نفسها. ومع ذلك، أشار هول إلى أن فترة المراقبة هذه يمكن أن تستمر لأسابيع، حيث يحتاج ما يقرب من ربع المرضى إلى الجراحة في نهاية المطاف. قيّم هول وزملاؤه التقنية الجديدة لتلبية الحاجة إلى طريقة لعلاج الحصوات من دون جراحة. صُممت الدراسة لاختبار جدوى استخدام الدفع بالموجات فوق الصوتية أو استخدام تقنية تفتيت الحصوات بموجة الانفجار (BWL) لتفتيت الحجارة لدى المرضى المستيقظين وغير المخدرين، حسبما قال هول. شارك تسعة وعشرون مريضا في الدراسة. ستة عشر عولجوا بالدفع وحده و13 بالدفع وتفتيت الحصى بموجة انفجارية. في 19 مريضا، تحركت الحجارة. في حالتين، خرجت الحصوات من الحالب إلى المثانة. أدى انفجار موجة تفتيت الحصى إلى تفتيت الحصوات في سبع حالات. وذكرت الدراسة أن أحد هؤلاء المرضى شعر "بارتياح فوري" عند تحريك الحجر من الحالب. وأوضح هول أن الخطوة التالية للباحثين ستكون إجراء تجربة إكلينيكية مع مجموعة تحكم، لن تتلقى أيا من تقنية تفتيت الحصوات بموجة الانفجار (BWL) أو تقنية الدفع بالموجات فوق الصوتية، لتقييم الدرجة التي يمكن أن تساعد بها هذه التكنولوجيا الجديدة في تفتيت الحصوات. بدأ تطوير هذه التقنية لأول مرة منذ خمس سنوات، عندما دعمت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) دراسة لمعرفة ما إذا كان يمكن تحريك حصوات الكلى أو تفتيتها، دون تخدير، أثناء رحلات فضائية طويلة، مثل البعثات المأهولة التي تخطط الوكالة لإرسالها إلى كوكب المريخ. عملت التكنولوجيا، بشكل جيد، لدرجة أن وكالة ناسا خفضت تصنيف حصوات الكلى كمصدر قلق رئيسي خلال تلك الرحلات الطويلة. وقال هول "لدينا الآن حل محتمل لهذه المشكلة".