أبوظبي (الاتحاد)

يقول كونراد كولاو كاتب الدراسة إنه ليس صحيحاً أبداً أن القراء لا يهتمون بمتابعة الأخبار على الإطلاق، كما لو أنها حقيقة ثابتة وشاملة. بالعكس، وجدت وكالته البحثية «كرافت» التي أجرت الدراسة لصالح معهد رويترز أن «الكثير من الناس يتجنبون بعض الأخبار في بعض الوقت».
وكان كولاو يتحدث في فعالية نظمها معهد رويترز لدراسة الصحافة وجامعة أكسفورد وهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في دار الإذاعة في لندن يوم الثلاثاء قبل الماضي.
وقد طلب البحث من مجموعة تمثيلية من عشرين شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل تنفيذ مزيج من المهام المصممة لتقييم مواقفهم من الأخبار واستهلاكهم لها، حسبما قال موقع برس جازيت البريطاني. وأوضح كولاو أن النتائج لا تشير إلى وجود حقائق مطلقة حول جمهور الأخبار الأصغر سناً: «لا يزال بعض الناس يجلسون ويقرأون موقعاً إخبارياً لفترة طويلة. ليس صحيحاً أن الشباب لا يفعلون بعض الأشياء التي يمكن النظر إليها على أنها أكثر تقليدية في الفضاء الرقمي». لكنه أضاف: «ما يمكن أن نقوله هو أنه [في حين] هناك انخفاض في التفاعل مع الأخبار، لكن ليس هناك دليل على انخفاض التفاعل مع الأخبار». ويميز كولاو بين ما أسماه الأخبار «الضيقة» و«الواسعة».
وأوضح أن «الأخبار الضيقة هي الشؤون الجارية والسياسة والجغرافيا السياسية والمالية والاقتصاد. الأشياء التي نعرفها جميعاً». وأضاف: «لكن في أذهان الشباب، المعنى أوسع بكثير، أنه أي تطور جديد يحدث في أي من المجالات المثيرة للاهتمام».
ويشير كولاو إلى أن ما نشهده الآن هو ظاهرة «تفتت» الأخبار، حيث «لا يكون لدى الشباب أي فكرة عن العلامة التجارية التي يستهلكون منها الأخبار».
وتابع «المنصات الجديدة لا تعمل على تفتيت المشهد الإخباري فحسب، بل تقدم الأخبار لجمهورها في صورة «حساء». عندما تطالع  Apple News، فقد يكون لديك نيويورك تايمز وواشنطن بوست بجوار ديلي ميرور. ويخلق هذا مجموعة مذهلة من العلامات التجارية التي يتنقل بينها الشباب». بموازة ذلك يتحدث بعض الإعلاميين العرب عن تفتت الجمهور أيضاً، في ظل تعدد المنصات. أي أننا أمام مشهد فريد يقوم فيه جمهور «متشرذم» بمتابعة الأخبار وهي في حالة «تشظي».