الشارقة (الاتحاد)

بين لبؤة تراقب السهول حولها، وتماسيح النيل التي لا تكترث للمخاطر المحدقة بها، إلى تفاصيل البناء والإنشاء والنقل الآمن للحيوانات من مواطنها الأصلية، ينطلق العرض الأول من الفيلم الوثائقي «سفاري الشارقة»، على تلفزيون الشارقة، خلال 3 أيام، من 7 وحتى 9 أكتوبر الجاري، في الساعة 13:30، بأجزائه الـ 3 التي توثق رحلة إنشاء «أكبر سفاري خارج القارة الأفريقية».ويستعرض الفيلم مراحل إنشاء المشروع منذ إطلاقه كفكرة لاحتضان أكبر نموذج حي للتنوع البيئي والحيوي الأفريقي في محمية «البردي» بمدينة الذيد، إلى افتتاحه من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في فبراير من العام الجاري.
واستغرق إنتاج الفيلم أكثر من عام، وهو نتاج شراكة بين هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، بالتنسيق مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، ويتضمن مقابلات مع نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال علم الأحياء والبيطرة، إضافة إلى المهندسين والفنيين العاملين بالمشروع، للحديث عن حديقة السفاري التي تُعد الأكبر في العالم خارج أفريقيا.

5 سنوات
ويسلط الفيلم الأضواء على ما تحتضنه السفاري من مجموعات نادرة من الحيوانات المهددة بالانقراض، والتي تتهيأ لها بيئة تساعد على العيش والتكاثر، كما يبرز مراحل العمل على المشروع الذي بدأ قبل 5 سنوات، وبلغت تكلفته نحو مليار درهم.
وتتجول عدسة الفيلم بين أركان السفاري والمناطق الحيوية فيه، وتضيء على أجزائه التي صممت بعناية ليستمتع بها الزوار، وتقدِّم المعرفة عن محتوياته، ودوره في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها إمارة الشارقة، وعوائده على سكان المنطقة، حيث توفر أكثر من 300 وظيفة لشباب المنطقة الوسطى وفتياتها.

رقم قياسي
حول إطلاق العرض الأول من الفيلم، أكد محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أن إنتاج فيلم «سفاري الشارقة» يتلاءم مع رسالة الهيئة التي تسعى إلى إبراز ريادة الشارقة وتفوّقها في مختلف القطاعات التنموية التي ترسخ مكانة الإمارة وجهة سياحية عالمية رائدة، ورقماً قياسياً للمنجزات الضخمة التي يعد من أبرزها أكبر سفاري تحتضن الحياة البرية التي تتميز بها القارة الأفريقية.

مشاريع عملاقة
وقال: المشاريع العملاقة تستحق الإضاءة على تفاصيلها الدقيقة التي تحفل بالإنجازات والتحديات لتغري عدسة الكاميرا، وتثري إنتاجنا التلفزيوني بالمواد ذات الجودة العالية التي تمثِّل عنصر إلهام وجذب للمشاهدين، لاسيما في مشروع استدعى تأسيس بنى تحتية مدروسة بشكل دقيق لاحتضان حيوانات نقلت برعاية فائقة من مواطنها الأصلية، حيث وفَّرت لها الجهات القائمة عليها بيئة تحاكي بيئتها الطبيعة، لتمارس حياتها وتتناول غذاءها بإشراف نخبة من الخبراء في مختلف التخصصات التي تحتاج إليها مناطق السفاري الكبرى في العالم.
ووفقاً لطارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، فإن هذا العمل المشترك يترجم توجهات المكتب في دعم مختلف مبادرات ومشروعات إمارة الشارقة في جميع قطاعاتها، مؤكداً أهمية سفاري الشارقة كوجهة سياحية بيئية فريدة من نوعها بالإضافة إلى دوره التعليمي في محاكاة الطبيعة الأفريقية عن قرب بعد أن استحضرتها الشارقة من القارة السمراء للتعريف بأسرارها وتفاصيلها بما فيها من تنوع بيئي منفرد.

وأظهر أن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، الذي يعمل مع مختلف الجهات الحكومية يستهدف من هذا العمل المشترك استكمال برامجه الداعمة لأكبر سفاري في العالم خارج أفريقيا، ضمن خطة إعلامية يعمل عليها منذ تأسيس المشروع التي بدأت بتنظيم زيارات لمسؤولي وسائل الإعلام المحلية والدولية والإعلاميين وناشطي التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المواد الإعلامية المكتوبة والمرئية التي تم إنجازها لإيصال رسالة سفاري الشارقة ودعم جهوده الترويجية.
«سفاري الشارقة» فيلم وثائقي من إنتاج هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وقد ساهم في إنتاجه فريق عمل يضم: محمد حسن خلف منتجاً منفذاً، وغاري كين مخرجاً، وتولى الإنتاج الوثائقي فيه أشرف علي وطوني ديجان، والتصوير السينمائي لمايكل أودونوفان.