فاز عالم الوراثة السويدي سفانتي بابو بجائزة نوبل لعام 2022 في علم وظائف الأعضاء أو الطب اليوم الاثنين، عن اكتشافاته التي تعزز فهم الطريقة التي تطوّر بها البشر من أسلاف منقرضين.
وقالت لجنة الجائزة إن بابو، مدير معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيج بألمانيا، فاز بها بفضل "الاكتشافات المتعلقة بجينومات أشباه البشر المنقرضة والتطور البشري".
وفي تسجيل صوتي نُشر على موقع نوبل على الإنترنت لدى سؤاله عما إذا كان توقع حصوله على الجائزة، قال بابو (67 عاماً) "لا، لقد تلقيت جائزتين من قبل، لكنني بطريقة ما لم أعتقد أن هذا (العمل البحثي) سيكون مؤهلاً للحصول على جائزة نوبل".
يُنسب إلى بابو، وهو نجل عالم كيمياء حيوية نال جائزة نوبل، إحداث تحول في دراسة الأصول البشرية بعد تطوير طرق للسماح بفحص تسلسل الحمض النووي من البقايا الأثرية والحفريات التي تعود إلى فجر التاريخ البشري.
وساعد بابو في الكشف عن وجود نوع بشري لم يكن معروفا، يدعى دنيسوفانس، من جزء من عظم أصبع عمره 40 ألف عام عُثر عليه في سيبيريا. لكن أكبر إنجاز له تمثل في الأساليب التي تم تطويرها للسماح بتسلسل جينوم إنسان نياندرتال كاملاً.
هذا البحث، الذي أظهر أن جينات معينة من أصل إنسان نياندرتال محفوظة في جينومات البشر اليوم، كان يُعتبر يوما ما مستحيلاً نظراً لأن الحمض النووي لإنسان نياندرتال قد تقلص على مدى آلاف السنين إلى أجزاء قصيرة يجب تجميعها مثل أحجية عملاقة، وهي أيضاً ملوثة بشدة بالحمض النووي الميكروبي.
وقالت لجنة نوبل في بيان اليوم الاثنين "تدفق الجينات القديمة إلى البشر الحاليين له أهمية فسيولوجية اليوم، إذ إنه على سبيل المثال يؤثر على كيفية تفاعل جهاز المناعة لدينا مع العدوى".
ولد بابو في ستوكهولم ودرس الطب والكيمياء الحيوية في جامعة أوبسالا قبل إنشاء تخصص علمي يسمى "علم الجينات القديمة" الذي ساعد في تسليط الضوء على الاختلافات الجينية التي تميز البشر الأحياء عن أشباه البشر المنقرضين.