ساسي جبيل (تونس)

في مثل هذه الفترة من كل عام ينطلق موسم جني فاكهة الرمان ذات الجودة العالية، في تونس، والتي تعتبر من بين الدول العشر الأولى عالمياً في إنتاجه وجودته، ما جعل هذه الفاكهة تحتل مكانة مهمة في منظومة الإنتاج الزراعي وتنجح في تحقيق شهرة دولية.
قُدر محصول هذا الموسم في جهة قابس بالجنوب الشرقي للبلاد بحوالي 35 ألف طن، وتنتج منطقة تستور من محافظة باجة، شمال غربي البلاد، نحو 13 ألف طن سنوياً، في حين نجد كميات أخرى مميزة في النوعية أيضاً بمنطقة أكودة بمحافظة سوسة، وسط شرقي البلاد، وأيضاً في جهات أخرى، ومنها الجنوب الغربي ليكون إجمالي حصيلة الإنتاج التونسي من الرمان 70 ألف طن، وخلال الثلاثة شهور المقبلة من هذا العام، تتزين الطرقات بثمار الرمان التي يعرضها الباعة، وكان يطلق عليها القدامى «فاكهة الجنة».
وفي هذا السياق، قال المهندس الزراعي الهادي قاسم، إن الزراعة مع ارتفاع الحرارة خلال فصل الصيف تساعد على زيادة الإنتاج، كما يمكن استغلال أغصان أشجار الرمان، وأيضاً قشرة الثمرة، في الاستعمالات الطبية، أو مواد التجميل، أو العطور، مؤكداً أن الرمان هو مورد رزق لنحو 90 في المائة من المزارعين وأغلبهم من النساء، اللاتي يتحملن مشقة جني وجمع الثمار، خاصة في منطقة تستور وقابس وأكودة.
وأشار الهادي، إلى أنّ هناك عدّة أصناف من الرمّان تتجاوز العشرين محليّاً، وأشهرها «القابسي» الذي يتوفّر بكثرة في الجنوب الشرقي التونسي، و«الزهري» الذي يشتهر في مناطق الوسط والشمال الشرقي، وأيضاً «الشلفي» و«الجبالي» و«التونسي»، وهي أصناف تتوفّر في مناطق تستور، و«القلعي» الذي يزرع في منطقة الساحل.
ويعدّ موسم جني الرمان من بين المواسم الزراعية التي تُوفر عملاً موسمياً لآلاف العمال في جهات قابس وتستور وأكودة، حسبما ذكر المزارع الخمسيني عبد السلام العرفاوي، والذي أوضح أن المزارعين يعتمدون على طرق تخزين تقليدية للمحافظة على الإنتاج حتى يتمكنوا من بيعه دون أن تفقد الثمار نكهتها وجودتها، وهي طرق أفضل من تقنيات التبريد الحديثة.
وأشار الستيني علي الهمامي، إلى أنّ عملية الجمع أيضاً تتطلب دراية كافية بشكل الثمار الطازجة، وكيفية قطفها، وتجميعها، إلى جانب معرفة كيفية العناية بالأشجار على مدار العام، والتي تعتمد أساساً على السماد البيولوجي بعيداً عن استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية.
أما الباحث المختص الدكتور عبد السلام عون، فأكد أن غراسة الرمّان في تونس تعود إلى العهد الفينيقي ويتمّ جنيه عادة منتصف سبتمبر من كل عام، مشيراً إلى أن «فاكهة الجنة» تعتبر من الفواكه المُفضّلة للكثير من الناس، لما له من طعم لذيذ، وشكل مغر، كما يمكن تناوله بطرق مختلفة، وأيضاً يُستخدم في الطب البديل لعلاج الكثير من الأمراض.
وقال الباحث عبد السلام عون، إن بذور الرمّان تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، وتحمي جدار الشرايين من المواد الضارة، كما تمنع أكسدة الكوليسترول وتصلّب الشرايين، فضلاً عن احتوائها على مواد تساعد على خفض ضغط الدم والحماية من أمراض القلب، كما يساعد عصير الرمّان في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطان، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.