خولة علي (دبي) 

بعد مشوار عملها في سلك التدريس لنحو 20 عاماً، وتقاعدها لإصابتها بضعف شديد في السمع، وجدت فاطمة الحوسني شغفها في عالم صيانة وتركيب أجهزة الصرف الصحي وتمديد شبكاتها. واحترفت مهنة «السباكة» التي تعرفت على أسرارها وخاضت تجارب تكللت بالنجاح، ما أكسبها ثقة أكبر بقدرتها على معالجة أي مشكلة طارئة قد تحدث في المنزل من دون الحاجة إلى طلب المساعدة من مهني في هذا المجال. 
تذكر فاطمة الحوسني أنها تجد في مهنتها متعة لا توصف، ومساحة أثبتت فيها قدرتها على تجاوز الكثير من التحديات. وتقول: إن كل مهنة كأي تخصص بحاجة إلى معرفة مسبقة بآلية تقنيات العمل تفادياً للمشاكل والأخطار التي قد يقع فيها المهني. وبالنسبة لي فقد طوَّرت مهارتي بالتحاقي بمركز لوتاه التقني وأصبحت أكثر احترافاً في هذا المجال. 
وتضيف: بدأ شغفي في «السباكة» منذ الصغر عندما كنت أساعد إخواني في أعمال التمديدات الصحية وبدأت أول محاولة لي في الـ 20 من عمري عند قيامي بتركيب خلّاط لدورة المياه، وعندما نجحت زاد إصراري على تعلم المزيد عن هذه الحرفة المهنية، التي استطعت من خلالها أن أحقق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على نفسي في صيانة وتركيب التمديدات الصحية لبيتي، وهو مملكتي ومن واجبي أن أُلمّ بكل ما يخصه. 

قطع الغيار
وقد ظهرت مهارة فاطمة في سرعة الكشف عن الأعطال وكيفية صيانتها بحرفية عالية ومعرفة ما تحتاج إلى شرائه، سواء لتركيب أو صيانة التمديدات الصحية والكهربائية، متخطية التحديات التي كانت تواجهها، مؤكدة أن حمل الأشياء الثقيلة كالمرحاض والسخان وتثبيتها، يشكل صعوبة لها فتستعين بزوجها. 
وعن المواقف التي صادفتها تقول: في إحدى ليالي العيد وأثناء وجودي في بيت خالتي تعطل «سيفون» المرحاض وكان الوقت متأخراً للاستعانة بعامل الصيانة، فشمَّرت عن ساعدي وقمت بتبديله وتصليح المشكلة، وكثيراً ما أحتفظ بالعدة وقطع الغيار احتياطياً للظروف الطارئة ولا يمكن أن أصف مدى امتنان أقاربي يومها. 

نظرة المجتمع
وتؤكد فاطمة الحوسني على أهمية أن تكون المرأة ملمّة ولو بخلفية بسيطة بهذه الحرفة، كمعرفة المفتاح الرئيس لأنابيب الحمام والمطبخ حتى تستطيع إغلاقها في حال حدوث أي تسريب، ريثما يتم إصلاحها أو معرفة مدى جودة عمل العامل وإتقانه لتصليح الأعطال. 
وترى أن بعض الأشخاص لا يقدِّرون هذا الدور بالنسبة للمرأة بسبب عدم امتهان النساء لهذه الحرفة وقصرها على الرجال، لافتة إلى ضرورة أن تسعى المرأة لتنمية مواهبها وشغفها في أي حرفة تحبها. وهناك الكثير من المراكز المهنية لتنمية هذه المهارات في الدولة وتحويلها إلى مشاريع تحقق للنساء الاكتفاء الذاتي.

جائزة حمدان
تجمع فاطمة الحوسني بين العلم والحرفة، فقد تخرجت في جامعة الإمارات تخصص أحياء، وحازت جائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز، وشاركت في العديد من الدورات وورش العمل، ثم التحقت بمركز لوتاه التقني لصقل هذه المواهب. وتلقت تعليمها في عدة تخصصات مهنية منها، الأتوكاد والتمديدات الصحية والكهربائية وصناعة الشبابيك وأبواب الألومنيوم، وتتدرب حالياً في مجال الخياطة والتطريز.