القاهرة (الاتحاد)

منذ الأزل كان الياسمين من أهم الزهور العطرية المستخدمة في التزين، وإلى يومنا هذا لا يزال أبرز مكونات أشهر العطور العالمية، وأحد أكثر المنتجات طلباً في قطاع الجمال.

ولكن الكثير لا يعلم أن هذا المكون البسيط والجميل الذي يدخل في صناعة التجميل والعطور يأتي من قرية صغير في ريف مصر، إذ تعد قرية شبرا بلولة واحدة من أهم مصادر زهر الياسمين في العالم.

وتستحوذ قرية شبرا بلولة التي تقع على بُعد حوالي 97 كم شمال العاصمة المصرية القاهرة وحدها فقط، بحسب إحصاءات التصدير المصرية، على نحو نصف إنتاج العالم من الياسمين.

ولم تعد قرية شبرا بلولة مصدراً لهذه الأزهار فقط، لكنها باتت مقصداً لمحبي الزهور ومواسم الحصاد، لا سيما الياسمين، حيث يتوجه عدد لا بأس به خلال موسم الحصاد.
ويُعد حصاد الياسمين، الذي يحدث خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر، عملية رائعة وفريدة من نوعها. فكل يوم قبل غروب الشمس، تبدو حقول الياسمين ورائحتها مثل أي منطقة خضراء أخرى، مع عدد قليل من الأزهار التي تظهر هنا أو هناك.
لكن بعد ساعات قليلة فقط، تتفتح البراعم الناضجة تماماً وينتشر عبيرها عبر الحقول، وكأنها تدعو القرويين للتوجه إلى جمعها في الظلام.

وقالت ياسمين مجدي، إن عطر الياسمين كان ولا يزال أكثر العطور المفضلة لديها، إذ يحمل الكثير من المفاهيم الإنسانية، ويرمز دائماً إلى النقاء والذكريات، وهو ما يجعل هذه الزهرة تنافس بقوة في صناعة الجمال.

وأوضحت أنها تشعر بالراحة والهدوء النفسي في زيارة حقول الياسمين، وحضور موسم الحصاد، حيث تعتبرها تجربة فريدة لا تتكرر ولا تتوفر للكثير من الأفراد.

وقال كمال السيد، إن زيارة قرية شبر بلولة خلال حصاد الياسمين تمنحه تجربة استثنائية، حيث تعد من أبرز التجارب البشرية، مثل حصاد الشاي والقهوة والبنفسج، فهي تجارب لا تتكرر، وتمنح النفس والروح حالة من السعادة.

وأكد أن زيارته للقرية هذا العام هي الثالثة خلال 12 عاماً، فكلما أتيحت الفرصة لا يتردد في زيارة القرية، وأكد أنه على الجهات المعنية بالسياحة في مصر وضعها ضمن المقاصد السياحية المهمة في مصر.

وتعد شجرة الياسمين من الأشجار المعمرة، إذ يبلغ عمرها ما يزيد على ثلاثة عقود، لكنها مقابل ذلك تحتاج إلى رعاية خاصة، حتى تلقي بزهورها لمدة تصل إلى ثمانية أشهر في العام.