كشفت دراسة جديدة وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد المصحوب بأعراض شديدة وبين جلطات دموية تهدد الحياة. ووجدت الدراسة، التي أجريت في كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا الأميركية، أن الأفراد الذين يدخلون المستشفى مصابين بمرض كوفيد-19 أكثر عرضة للإصابة بالخثار الوريدي وهو جلطة دموية تتشكل في الوريد، وهي حالة قد تهدد الحياة، من أولئك الذين يدخلون المستشفى بسبب الإنفلونزا. تُقيِّم الدراسة، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية the Journal of the American Medical Association، الخطر المطلق للتخثر الوريدي العميق في المستشفى أو أحداث الانسداد الرئوي في غضون 90 يومًا بعد القبول. يقول فينسينت لو ري، الأستاذ المشارك في الأمراض المعدية وعلم الأوبئة والمؤلف الأول للدراسة "وجد بحثنا هذه العلاقة قبل وأثناء توافر اللقاح، مما يدل على أن الخطر لم يكن ناجمًا عن التطعيم"، مضيفا "وهذا مهم بشكل خاص لأن الأفراد يقولون إنهم لا يريدون تلقي لقاح كوفيد بسبب مخاطر التخثر. فكوفيد نفسه هو الخطر الحقيقي لهذه الجلطات الخطيرة، وليست اللقاحات". يبدأ الانصمام الخثاري الوريدي، الذي يتكون من كل من الجلطة الوريدية العميقة والانسداد الرئوي، عندما تتشكل جلطة دموية في وريد عميق داخل الجسم، غالبًا في منطقة الساق أو الحوض. الحالة خطيرة لأن الجلطة يمكن أن تعيق الدورة الدموية. أثناء الانصمام الخثاري الشرياني، تتسبب الجلطة في حدوث انقطاع مفاجئ في تدفق الدم إلى عضو أو جزء من الجسم والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى تلف الأنسجة أو نوبة قلبية أو سكتة دماغية. على الرغم من أن مرض كوفيد-19 يعتبر في المقام الأول مرضًا تنفسيًا، إلا أن بعض الأدلة تشير إلى أن الفيروس قد يؤدي أيضًا إلى تخثر الدم المفرط، أو فرط التخثر، في الجسم. لكن الدراسات المبكرة حول هذا الموضوع كانت أصغر من حيث عدد الأشخاص المشاركين فيها وغير حاسمة. كانت دراسة بنسلفانيا هذه الأكبر حتى الآن لمعالجة المشكلة. وضمت أكثر من 90 ألف مريض. من بين الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا، كان الخطر المطلق لمدة 90 يومًا للإصابة بالجلطات الدموية الوريدية 5.3 ٪. بالنسبة لأولئك الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب الإصابة بكوفيد، كان خطر 90 يومًا 9.5 ٪ قبل توفر اللقاح. فيما بلغ خطر الإصابة بالجلطات الدموية الشريانية لمدة 90 يومًا 14.4 في المائة في المرضى الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا مقارنة بـ 15.8 في المائة لدى المصابين بكوفيد قبل توافر اللقاح. وقال لو ري وفريقه البحثي إن أحد التفسيرات المحتملة لهذه المخاطر المتزايدة قد يكون قدرة فيروس كورونا على إصابة الخلايا البطانية، والتي يمكن أن تحرض على الالتهاب والتشوهات في عملية التخثر. ومع ذلك، يقول فريق البحث إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد الارتباط والتحقيق في الأسباب المحتملة والآليات المحتملة وراء أمراض الدم. بالتعاون مع زملائهم في كندا وأوروبا، يخطط باحثو جامعة بنسلفانيا لفحص حالات الجلطات المرتبطة بكوفيد-19 خارج المستشفى وعبر التحليل التلوي الدولي.