اتلانتا (الاتحاد) 

خلال السنوات الأخيرة، هيمن على «سي إن إن» مذيعون طغت طريقة أدائهم الغريبة التي تستهدف لفت انتباه المشاهدين، على طابع المحطة الشهيرة التي كانت رصينة. لكن الآن تريد الشبكة الكبيرة أن تعود كما كانت بالأساس .. محطة إخبارية لبث الأخبار وليس التسلية أو الترفيه أو الإثارة. لذلك، قررت أن تعتمد أكثر على صحفيين نجوم مثل جيمي غانجيل أو كايتلان كولينز بدلا من مذيعين مثل دون ليمون أو بريانا كيلار. بالتالي لن يكون هناك مجال للبرامج الحوارية التي يصيح فيها الضيوف في وجه بعضهم البعض أو تلك التي يوبخ فيها المذيع الضيف.. مثل هذه المقاطع التي كانت تنتشر بطريقة فيروسية عبر الإنترنت .. ولى عهدها.. «سي إن إن» تريد الآن .. الأخبار. الأخبار فقط.
يقول مارك فيلدشتاين، رئيس قسم الصحافة الإذاعية بجامعة ميريلاند ، ومراسل CNN السابق: «CNN تتحرك أكثر نحو الأخبار المباشرة وبعيدا عن بعض الترويج الصارخ للرأي من قبل مذيعيها الذي ميز سنواتها الأخيرة». التوجه الجديد أثمر فعلاً خبطات رائعة لشبكة شعارها الدائم «أولا على CNN». مثال على ذلك، خبر استقالة السكرتير الصحفي للسيدة الأولى جيل بايدن أو طلب المفتش العام لوزارة الأمن الداخلي من الخدمة السرية التوقف عن التحقيق في النصوص المفقودة المتعلقة بتمرد 6 يناير. 
ويقول مراقبون إن هذا التحول وراءه الإدارة الجديدة للمحطة التي تولت دفة الأمور قبل أشهر قليلة.. وهو الحال نفسه في مؤسسات صحفية أخرى قررت تغيير توجهاتها عقب اضطلاع قيادات جديدة بالمسؤولية. يضيف المراقبون أن المسؤولون التنفيذيون الجدد يستطيعون بسهولة إحداث التغيرات المطلوبة لأنه ليس ثمة رابط بينهم وبين إرث وتاريخ تلك المؤسسات.
ففي CBS News، ضخ الرئيس المشارك الجديد نيراج خملاني دماء جديدة في  صفوف العاملين، بتعيين مراسلين مثل روبرت كوستا،  الذي كان يعمل سابقا في صحيفة واشنطن بوست، وسكوت ماكفارلين، الذي كان يعمل مع WRC، محطة NBC في واشنطن العاصمة. وأثمرت تلك التغييرات عن تغطيات مهمة زادت من حجم المتابعة والإعلانات.
وقد أجرت نورا أودونيل مذيعة برنامج «سي بي إس إيفنينغ نيوز» مؤخرا مقابلة حصرية مع الدكتورة كيتلين برنارد، طبيبة إنديانا التي عالجت ضحية اغتصاب تبلغ من العمر 10 سنوات. وتحدث كوستا مع بوب وودوارد من صحيفة واشنطن بوست للكشف عن أن جيني توماس، زوجة قاضي المحكمة العليا كلارنس توماس، أرسلت رسالة نصية إلى كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك مارك ميدوز وحثته على الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.في هذا الاتجاه، يحاول كريس ليخت الرئيس الجديد لشبكة «سي إن إن» الفوز باهتمام جمهور أكبر، بالاعتماد على المذيعين والصحفيين المحترفين والمواهب الجديدة لملء ساعات البث سواء في البرامج الصباحية أو أوقات ذروة المشاهدة.
وهو يرى أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنقاذ المحطة بعدما انخفضت نسبة مشاهدتها في وقت الذروة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 54 عاما - وهو الجمهور الأكثر طلبا من قبل المعلنين في البرامج الإخبارية.