كشف علماء بريطانيون، في دراسة جديدة، وجود روابط بين الكوليسترول الضار ومرض كوفيد طويل الأمد الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وحلل علماء في كلية "كينجز" في العاصمة لندن علامات الدم من 4،787 شخصًا ووجدوا أن المشاركين، الذين لديهم مستويات أعلى من الدهون الضارة المرتبطة بشكل شائع بأمراض القلب، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض مستمرة من كل من كوفيد-19 ومرض آخر غير كوفيد. خلافا للكثير من الأبحاث في بيولوجيا كوفيد طويل الأمد، التي ركزت على مرضى كوفيد-19 في المستشفيات، قارنت هذه الدراسة الجديدة، المنشورة في الموقع الإلكتروني medRxiv، علامات الدم المأخوذة من أشخاص أصيبوا بكورونا وعولج غالبيتهم في المجتمع دون دخول المستشفيات. نظر الباحثون في طيف كامل من الإصابات بكوفيد-19 بدءا من الأشخاص الذين عانوا من المرض بدون أعراض إلى أولئك الذين أصيبوا بمتلازمة ما بعد كوفيد (المعروفة باسم كوفيد طويل الأمد) بالإضافة إلى المشاركين الذين أبلغوا عن أعراض مستمرة مثل السعال والصداع، والتعب، ولكن تبين أن لديهم أجسامًا مضادة سلبية للفيروس. أظهر تحليل علامات الدم أيضًا أن الأشخاص، الذين يعانون من أعراض كوفيد-19 لأكثر من 28 يومًا لا يمكن تمييزهم بوضوح عن أولئك الذين يعانون من أمراض غير كوفيد لفترات طويلة، وأن كلا منهم يحتوي على مجموعة من المركبات في دمائهم تُرى بشكل شائع في المرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. يقول الخبراء إن هذا الارتباط قد يعني أن البحث عن طرق لعلاج الأمراض الأخرى قد يلعب أيضًا دورًا في علاج كوفيد. يقول الدكتور ماركوستردال، الزميل الإكلينيكي والمؤلف الرئيسي "رأينا فرقًا واضحًا في نسبة الدهون في الدم للأشخاص الذين عانوا من كوفيد-19 بدون أعراض مقارنة بأولئك الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد. كان لعلامات الدم لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض نمط صحي نعرف أنه يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية ومرض السكري. وأظهر الأشخاص، الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد، مستويات أعلى من الكوليسترول الضار والأحماض الدهنية غير الصحية". تضيف الدكتورة كلير ستيفز، المؤلفة المشاركة "تمكنا من النظر فيما إذا كانت التغييرات التي رأيناها خاصة بكوفيد-19 أم ما إذا كانت تعكس شيئًا أكثر عمومية حول الأعراض الممتدة. المثير للاهتمام هو أننا رأينا نفس النمط من الدهون الضارة في الأشخاص الذين يعانون من أعراض طويلة من كوفيد ومرض آخر غير كوفيد. نعتقد أن هذا قد يلقي الضوء على تجربة كوفيد طويل الأمد، وغيرها من الحالات، حيث يستغرق الناس وقتًا للتعافي من المرض".