خولة علي (دبي) 

رؤيته لكوكب زحل مقرون بالقمر، قادت تميم التميمي إلى الإبحار في فلك الفضاء، فتحوَّل من مجرد هاوي تصوير إلى مصور فلكي متعمق في تصوير ودراسة الظواهر الفلكية ونقلها إلى المشاهد. وبالرغم من كونه موظفاً، إلا أن شغفه بالفلك والتعرف على أسرار هذا الفضاء الواسع دفعه للالتحاق بتخصص علوم التكنولوجيا والفضاء في جامعة الشارقة، واعتماده كمصور فلكي في جمعية الإمارات للفلك، قاطعاً رحلة بحثية علمية تتجدد يومياً. حتى إنه لا يبرح النظر إلى «تلسكوبه» ليقتنص الكثير من الظواهر الفلكية التي تحدث. 
عن بدايته في التصوير الفلكي، يوضح تميم التميمي أنه كثيراً ما كان يصور القمر وأطواره، ويجد متعة في النظر بعمق إلى ماهية حركته وتغير صوره، عندها تحوَّل من التصوير العادي إلى التصوير الفلكي، بعدما التقط صورة للقمر وهو مقترن بكوكب زحل. ومع تقريب الصورة أكثر لاحظ حلقات زحل، ما قاده إلى اقتناء «تلسكوب» متطور حتى يتعمق أكثر في هذا الجانب.
ويقول التميمي: حب التغيير والتطور أوصلني إلى هذه المرحلة، وبما أنني محب لتصوير السماء والقمر بشكل خاص تطورت هذه الهواية لدي، فاكتشفت وشاهدت أجراماً سماوية لم أتوقع مشاهدتها، والتي تدعونا للدهشة والتفكر في عظمة الخالق عز وجل، ومدى اتساع هذا الكون. 

أدوات التصوير 
يؤكد التميمي أن معدات التصوير الفلكي كثيرة، بدءاً من الكاميرا الرقمية وكاميرات الهاتف الذكي إلى أجهزة «التلسكوب»، وأحياناً الكاميرا وحدها تكفي للتصوير الفلكي من خلال تصوير ذراع مجرة درب التبانة من دون الحاجة إلى أي معدات أخرى. أما في حال استخدام «التلسكوب»، فإننا نحتاج إلى أدوات كثيرة مساعدة، مثل كاميرا فلكية، عدسة توجيه، مرشحات ضوئية خاصة، أجهزة تحكم عن بُعد لـ «التلسكوب»، وأيضاً أدوات الطاقة مثل البطاريات.
ويبيِّن التميمي أن أنواع التصوير الفلكي كثيرة ومتنوعة، منها العلمي الذي يحتاج إلى دراسة الأبعاد والمتغيرات التي تطرأ على الكواكب والنجوم، لتوثيق جرم سماوي وتتبع حركته ودرجة سطوعه، ومنها الخاصة بالهواة الذين يكتشفون كويكبات أو مذنبات أو انفجار نجم، وقد تسجَّل بأسمائهم.

تحديات 
ويوضح التميمي أن هناك بعض العقبات التي تعوق عمل الفلكي، أولها التلوث الضوئي، فلن نستطيع الحصول على صور واضحة ودقيقة لهذه الأجرام السماوية في حال وجود تلوث ضوئي، أما العقبة الثانية فتتمثل في ندرة وغلاء المعدات الفلكية في عالمنا العربي.
ويشير التميمي إلى أن التصوير الفلكي لابد أن يمر بمراحل، منها التخطيط للهدف الذي نريد تصويره أو رصده، متى يظهر ومتى يغيب. ومن الأفضل أن نبتعد عن التصوير في أيام اكتمال القمر، مع ضرورة معرفة أحوال الطقس، حيث إن الغبار والسحب يمثلان عائقاً أمام المصور الفلكي. وبعد التأكد من الأمور السابقة، نبدأ في تجهيز المعدات المطلوبة لرصد وتصوير الهدف، من مدخرات، بطاريات وأسلاك التوصيلات وأجهزة التحكم بالتصوير من كمبيوتر وأجهزة لوحية. ويذكر أن الكثير من المصورين يمارسون التصوير الفلكي كهواية، من دون الحاجة إلى العلوم الأساسية، لكن مع مرور الوقت تنشأ لديهم الرغبة في تعلم علوم الفلك والتعمق فيها. 

ظواهر  
يذكر التميمي أن من أجمل الظواهر التي رصدها، عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس، والاقتران العظيم بين المشتري وزحل، وأيضا كسوف الشمس وخسوف القمر. كما استطاع تصوير انفجار نجم يبعد عن الأرض كثيراً، وأجرام سماوية، والكسوف الذي يحدث في المشتري جراء مرور أقماره أمام الشمس، والعديد من صور المجرات. 

أطلس القمر 
قدم تميم التميمي عدداً من الورش والمحاضرات فيما يخص التصوير وعلم الفلك، منها لـ «ناشئة الشارقة»، والمكتبات العامة، وعدد من المدارس الحكومية، وجلسة حوارية عن التصوير الفلكي في المنتدى السعودي لعلوم وأبحاث الفضاء، وورشة لجمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل. ويعمل على إنجاز مشروع أطلس القمر، حيث يقوم بتصوير سطح القمر ويظهر أهم تضاريسه من فوهات، وبحار قمرية، وجبال وسهول.