محمد نجيم (الرباط)

تحظى الفنانة الأميركية جينيفر غراوت بشعبية كبيرة في الجنوب المغربي، ولاسيما في منطقة سوس بجبال الأطلس الصغير، نظراً لحبها الشديد للثقافة المغربية وللثقافة الشعبية الأمازيعية المنتشرة في تلك المنطقة. وهذا الحب دفعها إلى تعلم اللهجة الأمازيغية ودراسة الثقافة الشعبية والعادات المغربية، والغناء والطرب الأمازيغي ورقصات «أحواش» التي تمارَس في الجنوب المغربي منذ قرون بعيدة. ونهلت من ثقافة «الروايس»، رؤساء الفرق الموسيقية الأمازيغية لتتعلم أصول هذا الفن العريق.
رأت الفنانة جينيفر غراوت النور عام 1990 في حي من أحياء مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، والدتها عازفة البيانو سوزان مونتيغمري، ووالدها عازف الكمان داريل غراوت. تعلمت الموسيقى وقواعدها على يد أبويها قبل أن تنتسب إلى مدرسة للموسيقى في مدينة كمبريدج، ثم أكملت دراستها الجامعية في كندا، لكن شغفها وحبها للموسيقى والتراث الشعبي الأمازيغي جعلها تسافر إلى المغرب لتسقط في حب ساحة «جامع الفنا» الشهيرة في مراكش، حيث انبهرت بما تقدمه فرق الفلكلور المغربية. وخلال زيارتها للساحة الأسطورية «جامع الفنا» انبهرت بفرقة «أحواش»، وهناك تعرفت على الشاب المغربي سعيد زاتي، الذي كان ضمن أعضاء الفرقة في الساحة. ومع توطد علاقتهما أعلنت الفنانة الأميركية إسلامها وزواجها من هذا الشاب الذي أعجبت به وبأدائه الفني البارع. وحول أسباب حبها للتراث الموسيقي الشعبي المغربي، قالت غراوت: أحببت تراث هذا البلد، وفنونه الشعبية لأنها تطربني، وهي غنية بالإحساس الصادق للإنسان الذي يبحث عن معنى لوجوده، وأضافت: توصلت من خلال دراستي للغناء الشعبي الأمازيغي إلى أن هذا الغناء قديم قدم البشرية، وهو حافل بتعبيرات قل أن تجدها في مكان آخر أو لدى شعوب أخرى، لذالك اخترت البقاء في المغرب وتعلم اللغة العربية والأمازيغية والتراث الشعبي المغربي. كما أتاح لي هذا البلد أن أتعلم القرآن واللغة العربية وأرزق بابنتي قمر.وقالت غراوت: أحب الغناء الأمازيغي لأنه تراث شعبي، وموروث ذي قيمة وازنة، وأحاول إخراجه من براثن الاندثار والنسيان من خلال توثيقه وتوسيع دائرة العمل عليه في المناهج والبحوث الجامعية العالمية، لأنه مكوِّن إنساني مشترك.