هناء الحمادي (أبوظبي)  

قبل 4 أعوام زوِّد مستشفى القاسمي بالشارقة بجهاز روبوت جديد يُعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط، لإجراء عمليات القسطرة القلبية المعقدة. يتميز باستحداث ذراع ثالثة للتحكم بالقسطرة وبدقة الأداء وسرعة في زراعة الدعامة. وأُطلق برنامج «الجراحات الروبوتية» لأمراض النساء والولادة، حيث استطاعت الطبيبة منى كشواني التدرب عليه، وأكدت لـ «الاتحاد» أن البرنامج أهّلها وعزز من قدراتها في مختلف الجراحات ذات الصلة.
الدكتورة منى كشواني أنهت بكالوريوس الطب والجراحة في جامعة القاهرة - القصر العيني عام 1999، وتخصصت في قسم أمراض النساء والولادة في جامعة الملكة ماري لندن بالمملكة المتحدة عام 2005. وهي حاصلة على الدبلوم المهني في برنامج الموجات فوق الصوتية لأمراض النساء والتوليد في جامعة الشارقة عام 2015، وتمارس عملها في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال منذ عام 2000.

تتحدث الدكتورة منى كشواني عن سر تفوقها في مسيرتها العلمية والعملية، قائلة: خلال المرحلة الدراسية حصلت على الدعم، وتم تكريمي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما شجعني والدي عبدالعزيز كشواني، رحمه الله، على دراسة الطب في القاهرة، تخصص النساء والولادة، وحزت جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عام 2008 بعد دراسة الماجستير.
وعن تجربتها مع ممارسة الجراحة الروبوتية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تقول: بدأ برنامج «جراحات أمراض النساء الروبوتية» عام 2019 بتوجيه من معالي الوزير عبدالرحمن العويس والدكتور محمد سليم العلماء رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والدكتور يوسف محمد السركال مدير عام المؤسسة، الذين وجهوا بتدريب الكوادر الطبية المواطنة. وتذكر أنها ترشحت من قبل مدير برنامج عمليات المناظير وجراحات الروبوت الاستشاري الطبيب الدكتور زكي المزكي الشامسي ومساعد المدير الدكتور خالد خلفان بن سبت.

وتضيف: بدأ البرنامج بالتعرف على نظام دافنشي الجراحي من قبل الاستشاري الزائر الدكتور لبيب رياشي خبير جراحة المناظير وعمليات الحوض والأمراض البولية النسائية، وبدعم من إدارة مستشفى القاسمي برئاسة الدكتورة صفية الخاجة ورئيسة قسم النساء والولادة الدكتورة منى خلفان بن سبت، أُتيحت لي الفرصة لمساعدة الجراح الزائر شهرياً في العمليات النسائية الروبوتية.

آليات التدريب 
وتوضح كشواني أنه ضمن تخصص جراحات أمراض النساء الروبوتية، يتعرف الجراح إلى وحدات عمل نظام دافنشي الجراحي ومميزاته وطرق التحكم في ذراع الروبوت والأدوات الجراحية بطريقة دقيقة وآمنة. كما يتدرب على كيفية تثبيت أذرع الروبوت على الجسم لإجراء مختلف العمليات الجراحية، وعلى جهاز المحاكاة المتصل بوحدة التحكم. ومن خلال دراسة علم تشريح الحوض والبطن، يتعرف الجراح إلى التقنيات العالية لإجراء كل عملية جراحية نسائية على حدة.
وتقول: في مايو 2022 حصلت على شهادة الترخيص لمزاولة جراحات الروبوت النسائية باستخدام جهاز الروبوت دافنشي الجراحي من مركز التدريب أركاد بفرنسا ستراسبورج، وبهذا الإنجاز الذي تأخر نتيجة انتشار وباء كورونا كنت أول طبيبة إماراتية تمارس الجراحات النسائية الروبوتية في الإمارات.

200 جراحة 
وتؤكد كشواني أن الجراحات الروبوتية أثبتت نجاحاً وتفوقاً لافتاً، نظراً لدقتها وسرعتها ونسب نجاحها. وتقول: نقدم في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، خدمة الجراحات النسائية بالروبوت دافنشي بكل نجاح. إذ أجرينا أكثر من 200 جراحة للأمراض النسائية باستخدام هذا النظام. وتضمنت الجراحات النسائية عمليات استئصال الرحم الكلي، استئصال الرحم فوق عنق الرحم، استئصال الأورام الليفية، إزالة أكياس المبيض، إزالة الالتصاقات لعلاج آلام البطن والحوض وجراحات ارتخاء وهبوط الرحم نتيجة الولادات المتكررة.

7 أجهزة 
وتورد الطبيبة منى كشواني أن دافنشي هو أول روبوت جراحي آمن وفاعل معترف به من إدارة الغذاء والدواء الأميركية منذ عام 2005 لإجراء العمليات النسائية. ويساعد هذا النظام في إجراء الجراحات المعقدة قليلة التوغل بدقة كبيرة باستخدام مجموعة من الشقوق الصغيرة، ما يقلل من مضاعفات العمليات الجراحية ويقلل من مدة بقاء المريض في المستشفى والسرعة في شفائه والحاجة إلى مسكنات الألم بعد العملية الجراحية وعودة المريضة إلى عملها وبيتها وأسرتها. ويُعتبر مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال أول مستشفى يستخدم هذه التقنية في العمليات الجراحية منذ عام 2014، واليوم توجد في الإمارات 7 أجهزة روبوتية لنظام دافنشي الجراحي يستخدمها الجراحون في مختلف مستشفيات الدولة.

مناصب قيادية
تلفت الطبيبة منى كشواني إلى أن المرأة الإماراتية حققت العديد من الإنجازات اللافتة والمؤثرة خلال السنوات الماضية، حتى بتنا نراها تشغل المناصب القيادية بنجاح، وتخوض غمار عالم الأعمال. وتقول: في القطاع الصحي أرى في الطبيبات الإماراتيات الجراحات مثالاً يحتذى به، كما أن الطبيبة في التخصصات الطبية الجراحية تحتاج إلى الكثير من الصبر والتفاني والتشجيع من الزوج والأهل لتجاوز الكثير من العقبات والمنافسات. 

القراءة
على الرغم من مشاغل الدكتورة منى كشواني، إلا أنها تخصِّص وقتاً للقراءة والاطلاع والاستكشاف، للتعرف إلى أحدث الدراسات والتقنيات الطبية السريعة.

طموحات 
طموحات الطبيبة منى كشواني بلا حدود، وتسعى إلى نشر المعرفة والوعي بين المرضى بجهاز الروبوت الجراحي دافنشي، والمشاركة في تدريب الأطباء الجراحين في المستقبل والارتقاء بالخدمات الصحية إلى أعلى مستوى. وتطمح إلى المشاركة في نشر الدراسات والبحوث الخاصة بهذه العمليات الناجحة والمشاركة في تطوير نظام دافنشي الجراحي على مستوى العالم.