أجرى باحثون دراسة جديدة حول منتجات التبغ المسخن التي تثير مخاوف لدى جهات تعتبر أن خطرها الحقيقي أعلى مما هو معلن.
أصبحت منتجات التبغ المسخن، خلال السنوات الأخيرة، أكثر شيوعاً مع توجّه العاملين في مجال تصنيع التبغ إلى تسويق بدائل للسجائر التقليدية تأتي "من دون دخان".
وغالباً ما يخلط الناس بين منتجات التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية التي تسخّن سائلاً قد يحتوي على النيكوتين لكن من دون حرق أوراق التبغ.
تستخدم هذه المنتجات حرارة مرتفعة لتفكيك ورقة التبغ استناداً إلى التحلل الحراري، ما يمنع اشتعالها أو احتراقها وعدم إصدارها تالياً أي دخان.
المنتج الأكثر شعبية من منتجات التبغ المسخن هو جهاز إلكتروني ذو شكل جذاب يسخّن عوداً من التبغ مغلفاً بورقة كالسجائر التقليدية على درجة حرارة تصل إلى 350 درجة مئوية.
قدمت المفوضية الأوروبية خلال الشهر الفائت اقتراحاً لحظر بيع منتجات التبغ المسخن التي تأتي بنكهات، بعدما شهدت مبيعاتها في دول الاتحاد الأوروبي ارتفاعاً بأكثر من 2000%، إذ ارتفعت بين عامي 2018 و2020 من 934 مليون دولار أميركي إلى نحو 20 ملياراً.
وتُعتبر الإشارة إلى منتجات التبغ المسخن على أنها "خالية من الدخان" أمراً مهماً جداً لها، ويتيح للشركات أن يبيعوا تلك المنتجات استناداً إلى قواعد أقل تقييداً من تلك الخاصة بالسجائر التقليدية.
في الشهر المنصرم، خلصت دراسة حول التحلل الحراري، أجراها خبراء وأصدرتها جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، إلى وجود "أدلة كيميائية على أن الانبعاثات الناجمة من منتجات التبغ المسخن تتوافق مع خصائص الهباء الجوي والدخان".
ويشير كليمان أوغونا، وهو أحد معدي الدراسة، إلى أن الانبعاثات التي تولدها منتجات التبغ المسخن تحتوي على المركبات الكيميائية الموجودة في الدخان المنبعث من السجائر التقليدية وحرائق الغابات وحرق الخشب".
وأُعيدت قراءة الدراسة المنشورة في مجلة "اي سي أس أوميغا" بشكل مستقل، فيما رحّب باحثون آخرون بجدوى نتائجها.
وتشير الدراسة كذلك إلى أبحاث جرت سابقاً عن منتجات التبغ المسخن وتولت تمويل معظمها شركات متخصصة في مجال التبغ وقارنت قطع التبغ المُستخدمة في هذه المنتجات بتلك الموجودة في السجائر التقليدية.
وقطع التبغ الخاصة بمنتجات التبغ المسخن هي أصغر بالحجم وتحوي نحو 200 ملليغرام من التبغ مقارنةً بـ645 ملليغرام موجودة في السجائر العادية.
تحذر الدراسة، التي تولت تمويلها مبادرة "ستوب" التي تكافح التدخين، من أن عدداً كبيراً من المواد الكيميائية المضرة المحتملة في التبغ المسخن لم تُدرس بعد.
كانت دراسة مستقلة رصدت، الشهر الفائت، للمرة الأولى وجود البولونيوم 210 و210 Pb، وهما من المكونات المشعة المعروف أنها موجودة في دخان السجائر، في انبعاثات خاصة بمنتجات التبغ المسخن ولكن بكميات أقل من تلك الموجودة في السجائر العادية.
وتقول جايمي هارتمان-بويس من "سنتر فور إفيدنس-بايزد ميديسين" التابع لجامعة اوكسفورد، إن "إكل الأسباب متوافرة لتشعرنا بقلق عندما نرى إلى أي مدى ترغب الجهات العاملة في مجال تصنيع التبغ في التلاعب بالنتائج العلمية والرسائل المرتبطة بمنتجات التبغ الحديثة".