أشارت دراسة إلى أن علاجات مركبة من الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع (bNAbs) ومضادات الفيروسات القهقرية (ART) يمكن أن تساعد في علاج فيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الأيدز مع تقليل مخاطر إفلات الفيروس من العلاج. تظهر الدراسة، التي نُشرت اليوم الثلاثاء في مجلة eLife، أن الأساليب الحسابية لاختيار مجموعات من تلك الأجسام المضادة المحايدة على أساس الجينات الفيروسية يمكن أن تساعد في منع إفلات الفيروس من الأدوية، مما يجعل علاج فيروس نقص المناعة البشرية أكثر فعالية. أظهرت التجارب السريرية باستخدام نوع واحد من تلك الأجسام المضادة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية أن بعض السلالات الفيروسية قد تنجو من العلاج وتؤدي إلى انتعاش الفيروس في الدم. قد يكون الجمع بين أنواع مختلفة من تلك الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع (bNAbs) نهجاً أكثر فاعلية لمعالجة الأيدز. لكن التحدي يكمن في العثور على أفضل التوليفات من تلك الأجسام المضادة. يقول كولين لامونت، الباحث في معهد ماكس بلانك في ألمانيا "بالنسبة لدراستنا، اقترحنا استخدام نهج حسابي للتنبؤ بفاعلية تركيبات الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع استناداً إلى جينات فيروس نقص المناعة البشرية. حلل لامونت وزملاؤه الجينات الوراثية لفيروسات نقص المناعة البشرية التي جمعت على مدى 10 سنوات من 11 مريضاً مصاباً بفيروس نقص المناعة البشرية غير المعالج. استخدم الفريق هذه البيانات للتنبؤ بالسلالات الفيروسية التي قد تكون قادرة على الإفلات من العلاج باستخدام الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع (bNAbs) المختلفة. بعد ذلك، باستخدام الأساليب الحسابية، طبق الباحثون المعرفة المكتسبة للتنبؤ بالانتعاش الفيروسي في ثلاث تجارب حقيقية من الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع. في النهاية، استخدم الفريق نهجاً حسابياً للعثور على مجموعة من الأجسام المضادة المحايدة الأقل احتمالًا للسماح لأي فيروس من الإفلات. ووجدوا أيضاً أن بعض الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع (bNAbs)، أفضل ضد مجموعات متنوعة من الفيروسات. بشكل عام، أشارت النتائج إلى أن التركيبة المثلى تتضمن ثلاثة أنواع من الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع هي: PG9 وPGT151 وVRC01. يقول لامونت "أظهرنا أن الجمع بين PG9 وPGT151 وVRC01 يقلل من فرصة انتعاش الفيروس إلى أقل من 1٪". ويضيف أرميتا نور محمد، الأستاذ المساعد في قسم الفيزياء في جامعة واشنطن بميدنة سياتل "الجمع بين الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع التي تعطى عن طريق الحقن في الوريد كل بضعة أشهر، مع العلاجات الحالية لمضادات الفيروسات القهقرية (ART) التي تتطلب جرعات يومية يمكن أن يحسن نجاح علاج فيروس نقص المناعة البشرية على المدى الطويل". تقلل المعالجة بمضادات الفيروسات القهقرية من قدرة فيروس نقص المناعة البشرية على التكاثر وخلق متغيرات جديدة. يقول المؤلفون، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد الفوائد المحتملة للجمع بين مضادات الفيروسات القهقرية (ART) والأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع (bNAbs). ويخلص نور محمد إلى أن "دراستنا تظهر أن الاستفادة من البيانات الجينية يمكن أن تساعدنا في تصميم علاجات أكثر فعالية لفيروس نقص المناعة البشرية".