تامر عبد الحميد (أبوظبي)

استطاعت العاصمة الإماراتية أبوظبي تكريس نفسها وجهة مفضلة لصنّاع أفلام بوليوود، إذ تتوافر فيها مختلف الإمكانيات والمقومات الداعمة لاستضافة الإنتاجات الفنية المحلية والعالمية. ويأتي ذلك بالتوازي مع ما تتميز به من مواقع تصوير استثنائية ومرافق متطوّرة، ودعم المجتمع الإبداعي الزاخر بالكوادر الفنية، والجهات المعنية بصناعة المحتوى، ما يسهِّل عمليات التصوير وتنفيذ المشاريع قبل وبعد مرحلة الإنتاج. وهذا كله شكَّل عامل جذب للقائمين على السينما الهندية، من منتجين ومخرجين وممثلين، عبر سلسلة واسعة من مواقع واستديوهات التصوير المجهَّزة بأحدث التقنيات العالمية.

استضافت لجنة أبوظبي للأفلام مؤخراً 19 من ألمع المخرجين ومنتجي الأفلام ومدراء مواقع التصوير من بوليوود، في جولة شملت عدداً من أبرز المعالم ومواقع التصوير التي تحتضنها العاصمة. ومن الضيوف: تاني باسو، فيشنو فرادان، شيل كومار، ماهيش راماناثان، نيشانت بيتي، شيباشيش ساركار، أنيرودا روي شودري، فيشنو فرادان إندوري، وبريندا إندوري. وجاءت الجولة بالتعاون مع جوائز الأكاديمية الدولية للفيلم الهندي لتعزيز أواصر العلاقة بين السينما الهندية ولجنة أبوظبي للأفلام. وتضمنت الجولة زيارة أبرز مواقع الإنتاج في الإمارة مثل استوديوهات twofour54 ومركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، وأشهر الوجهات مثل متحف اللوفر أبوظبي، وفندق قصر الإمارات الذي استضاف العديد من الإنتاجات الضخمة سابقاً.

تحقيق الريادة
وأكد هانز فرايكن، رئيس لجنة أبوظبي للأفلام لـ «الاتحاد» أن أبوظبي، على مدار السنوات العشر الماضية، استطاعت أن ترتقي بإمكانياتها وتحقق الريادة في صناعة السينما، وأصبحت وجهة مفضلة لإنتاج الأفلام الهندية، ما يعكس العلاقة الوطيدة الممتدة بين الإمارات والهند. وأثبتت أنها موقع مثالي لتصوير الإنتاجات السينمائية، مدعومة بمواقع التصوير المتنوعة ومناظرها الساحرة، وما تقدمه من خدمات إنتاج متطورة، بالإضافة إلى الكوادر الإبداعية ومرافقها الحائزة عدة جوائز.

وأضاف: تربطنا شراكات قوية مع عدد من أبرز شركات الإنتاج السينمائي الهندية، بما فيها «ياش راج فيلمز»، و«تيبس»، و«فوكس ستار استوديوز»، و«ساجد ناديادوالا». وقد فتحت أمامنا آفاقاً واسعة من الفرص لجذب المزيد من الإنتاجات السينمائية، مثل «بونتي أور بابلي 2» الذي صوِّرت مشاهده في نادي أبوظبي للفروسية و«قصر الإمارات على مدار 10 أيام»، و«تايغر زيندا هاي» الذي يُعد أحد أكثر الأفلام تحقيقاً للأرباح على مدار تاريخ السينما الهندية، وصوِّرت مشاهده في صحراء ليوا، ومصنع أركان للإسمنت، و«بهارات»، الذي صوِّر عبر 4 مواقع، بما فيها صحراء ليوا والوثبة والعين، وموقع التصوير التابع لـ twofour54 في مدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، و«ديشوم» الذي صوِّر في 30 موقعاً على مدار 45 يوماً.

مكاسب
وأوضح فرايكن أن الشراكة بين لجنة أبوظبي للأفلام والسينما البوليوودية تحقق مكاسب ومنافع متبادلة. وتأتي شركات الإنتاج البوليوودية لتصوير أبرز أعمالها الفنية في أبوظبي والاستفادة من كافة المزايا المقدمة ومنح الكوادر المبدعة في أبوظبي خبرات بفضل التعاون مع نظرائهم الدوليين. وكشف أن أبوظبي استضافت مؤخراً تصوير فيلمين جديدين من المقرر عرضهما في السينما العام الجاري.

علاقة وطيدة
النجم البوليوودي سلمان خان، تربطه علاقة وطيدة بأبوظبي، بعدما صوَّر مجموعة من أفلامه في مواقع مختلفة منها، وأبرزها «بهارات» و«سباق 3» و«تايغر زيندا هاي»، بدعم من لجنة أبوظبي للأفلام وTwoFour54.

وذكر أن هناك العديد من القواسم الثقافية المشتركة بين الهند والعاصمة الإماراتية، ما يدعوه إلى التصوير فيها، حيث يعتبرها بيته الثاني. وقال: كانت تجربتي بتصوير أعمالي في أبوظبي رائعة، ولم أواجه أي صعوبات، فالعاصمة تزخر بمعالم بارزة ومواقع تصوير رائعة، كما أن صحراءها الخلابة تزخر بكثبان رملية ساحرة تعزز من جاذبيتها كموقع مثالي للتصوير. الأمر الذي يضيف طابعاً مميزاً على مشاهد الحركة بأفلامي، إضافة إلى المواهب السينمائية المحلية، والتي تُعتبر من عوامل نجاحنا في إنتاج الأفلام.
وأعرب سلمان خان عن فخره بحصوله على الإقامة الذهبية في الإمارات، وقال: أبوظبي أظهرت لنا دعماً شاملاً ومستمراً في السنوات الماضية. واليوم أتطلَّع إلى العودة مرة أخرى لتصوير أحد أعمالي السينمائية في المستقبل القريب.

وجهة أولى
المنتج راميش توراني زار أبوظبي ضمن الوفد الذي استضافته لجنة أبوظبي للأفلام، وتولى سابقاً إنتاج فيلم «سباق 3» لسلمان خان، وصوَّره في أبوظبي. أكد أن عوامل الجذب لصنّاع بوليوود تكمن في مواقع التصوير، مثل جامع الشيخ زايد الكبير، و«اللوفر أبوظبي»، و«قصر الإمارات»، مع التسهيلات والدعم المقدَّم من الجهات المتخصصة، والتي تسعى بفريقها المحترف إلى تنفيذ الأعمال بأعلى المستويات الفنية والتقنية. وكشف أنه يستعد حالياً لإنتاج فيلمين أو 3 أفلام بداية العام المقبل، وسيتخذ أبوظبي وجهته الأولى للتصوير.

تقنيات عالمية
ويعتقد الكاتب والمخرج والممثل الشهير أنوراغ باسو أن صنّاع الأفلام الذين زاروا أبوظبي سيترقبون ما هو العمل التالي الذي سيتم تصويره في الإمارة. وقال: أحب استديوهات التصوير التي تقدمها أبوظبي، والمنفذة بأعلى التجهيزات والتقنيات العالمية، وأعتقد أن أهم ما يميزها، توفرها على مختلف بيئات التصوير، وهذا يدفعني إلى التفكير بجدية في العودة لتأسيس موقع تصوير فيها.

مواقع خلابة
أوضح روهيت داوان مخرج فيلم «ديشوم»، الذي صوَّر بعض مشاهده في أبوظبي عام 2014، ولعب بطولته جون أبراهام وفاران دوهان وأكشاي كومار، أن تجربته في التصوير بأبوظبي، لا تُنسى، حيث تنقَّل خلالها بين مجموعة متنوعة من المواقع المتميزة والتي ناسبت طبيعة العمل بين الأكشن والتشويق. وأشاد بالعمل مع twofour54 ولجنة أبوظبي للأفلام، التي سهّلت له مراحل التصوير في مواقع خلابة.

إقامة ذهبية
أعلنت أبوظبي عن منح الإقامة الذهبية لنجم بوليوود الشهير سلمان خان ومجموعة من ألمع النجوم والشخصيات البارزة في صناعة السينما الهندية، في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية الممتدة بين الصناعات الإبداعية في البلدين. ومن القائمة: ديفيا كومار، جينيليا ديشموك، ريتيش ديشموك، بوشان كومار، أنيس بازمي وأندريه تيمينز. وجاء ذلك بالتزامن مع استضافة أبوظبي حفل توزيع جوائز الأكاديمية الدولية للفيلم الهندي، والذي يعكس الحرص على توطيد العلاقة بين الطرفين وبناء إرث ناجح تمتد نتائجه الإيجابية لأعوام مقبلة.

130 إنتاجاً 
استفاد أكثر من 130 إنتاجاً فنياً ضخماً من هوليوود وبوليوود من برنامج الحوافز المقدَّم من لجنة أبوظبي للأفلام التي تأسست عام 2009. ويوفر استرداداً نقدياً بنسبة 30% على تكاليف الإنتاج في الإمارة، منذ إطلاقه عام 2012. وتتيح لجنة أبوظبي للأفلام مجموعة واسعة من خدمات الدعم وحلول التصاريح، وإصدار التأشيرات، والموافقات على نصوص العمل والتخليص الجمركي وتصاريح التصوير، واستكشاف المواقع المتاحة للتصوير في أنحاء أبوظبي.