هناء الحمادي (أبوظبي)
فاطمة محمد الجوكر من الكفاءات الإماراتية البارزة في مجال العمل الحكومي، وموظفة مجتهدة في عملها وطالبة شغوفة بالعلم والمعرفة، وأم معطاء. تعمل مستشارة في إدارة الشؤون القانونية بهيئة كهرباء ومياه دبي منذ 8 سنوات، وتترأس اللجنة النسائية حالياً. أسهمت في إرساء العديد من التشريعات والسياسات المرتبطة بالتنمية المستدامة ودعم النساء والشباب على وجه الخصوص.
قصة نجاح
تتحدث فاطمة الجوكر عن سر اختيارها للقانون، مشيرة إلى أنه منبثق من شغفها بالمعرفة القانونية التي تسمح للفرد بأن يكون على اطلاع دائم، ما يستدعي توظيف المعارف بالشكل الصحيح في مجالات مختلفة. وتذكر أنها اختارت هذا المجال لرد الجميل للوطن عن طريق تسخير قدراتها بما يخدم الدولة.
بدأت قصة نجاح فاطمة عندما نالت المركز الأول في القانون بجامعة الشارقة، والدرجة الأولى على الكلية في دفعتها الـ 14. تحمل درجة الماجستير في القانون بامتياز من أكاديمية شرطة دبي، وتم اختيارها سابقاً من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كعضو في «مجلس الإمارات للشباب» في دورته الأولى، ومن ثم تعيينها من قبل «المجلس التنفيذي» لإمارة دبي كمنسق عام لمجلس دبي للشباب في دورته الأولى. وقد أسهمت في تعزيز دور الشباب وتنفيذ المبادرات التي تُعنى بهم وتهدف إلى صقل مواهبهم والاستماع إلى مخرجاتهم، كما نجحت في نقل هذه التجربة إلى «الهيئة» من خلال تأسيسها ورئاستها لأول مجلس شبابي في «الهيئة». وساهمت في تعزيز دور الكادر النسائي في هيئة كهرباء ومياه دبي، برئاستها للجنة النسائية منذ عام 2018، حيث نجحت في تنفيذ وتطوير استراتيجية دعم وتمكين المرأة بشكل فاعل. وحصدت اللجنة نسبة رضا تفوق الـ 95%، وتفاعلت مع ما يزيد على 1300 موظفة.
الخمسون المقبلة
تعتبر فاطمة الجوكر أن الدولة مقبلة على 50 عاماً من الازدهار والتطور، وذلك بفضل دعم القيادة الرشيدة اللامتناهي وحرصها على المواطن في كافة المحافل. وترى أن الخمسين عاماً المقبلة ستشكل إنجازاً ملموساً لأبناء الوطن، حيث نجحت الدولة في تشكيل نموذج متفرِّد في دعم وتمكين أبنائها.
وتشعر فاطمة بالفخر لما وصلت إليه المرأة الإماراتية من مستوى مبهر من النجاحات والإنجازات، حيث تحتل نحو 50% من نسبة التمثيل في المجلس الوطني ونحو 30% من نسبة التمثيل الوزاري. وكذلك الحال بالنسبة للمرأة في المجال القانوني، فقد تبوأت أعلى المناصب سواء في القضاء أو المحاماة أو العمل القانوني الحكومي، ما يجعل وجودها مهماً جداً في إرساء مبادئ العدالة والمشروعية.
إنجازات
لم تتوقف فاطمة الجوكر في محطة التميز عند مجال القانون، وكانت لها إسهامات ومشاركات عدة في أنشطة قانونية دولية مختلفة. وتقول: كلي فخر بتكريمي كأفضل مرافعة قانونية أمام القضاء على مستوى الشرق الأوسط في مسابقة «المحاكمة الصورية» عن طريق جامعة أوكسفورد. ونلت شهادات متخصصة من كلية هارفارد للإدارة وكلية كامبريدج للاستدامة في برامج مختلفة، وحصلت على جائزة «الإمارات للسيدات» كأصغر إماراتية تفوز في مجال الخدمة المجتمعية، بالإضافة إلى جائزة «الشرق الأوسط للقياديات» عن فئة المرأة الشابة.
وتذكر أنها حققت كل تلك الإنجازات بفضل دعم القيادة الرشيدة التي تفتخر بها، وتعتبر نجاحها رد جميل للوطن المعطاء الذي لم يتأخر عن دعم أبنائه في مختلف المجالات. وتلفت إلى أنه بفضل هذا الدعم تبوأت الكثير من القيادات الإماراتية مراكز عليا في مختلف الوظائف.
طموحات
تسعى فاطمة الجوكر إلى نيل درجة الدكتوراه قريباً، فهي تكمل دراستها حالياً في بريطانيا كباحثة دكتوراه في القانون. وتؤمن بأن نقل العلم بين الأجيال، أسمى رسالة وأفضل ما يمكن أن تقدمه لاستدامة المعرفة واستمراريتها.
قيَم
تطمح فاطمة الأم لأن تغرس السمات والقيَم العريقة المكتسبة من المجتمع الإماراتي، إلى طفليها محمد وهند، وتؤمن بأنهما استثمارها للمستقبل ومن الجيل الواعد الذي سيحمل راية الوطن.
هوايات
تؤمن فاطمة بأن تنظيم الأولويات هو المفتاح الرئيس لنجاح المرأة سواء في بيتها أو عملها، وهذا ما تقوم به دائماً حيث تسعى إلى الموازنة بين مسارها المهني وتربيتها لطفليها. وتحب قضاء وقت فراغها معهما سواء عن طريق ممارسة الأنشطة أو السفر. وتمتلك فاطمة العديد من الهوايات والمواهب، أهمها الخطابة وتقديم المحاضرات والبحث والمطالعة.