الشارقة (الاتحاد) 
أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، المبعوث الإنساني لمؤسسة «القلب الكبير»، أن الجهود التي تبذلها المؤسسة بدعم وتوجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقود تحولاً نوعياً في ثقافة العمل الإنساني، مبيناً سموه أن المؤسسة سباقة في ترسيخ مبادئ المشروعات المستدامة، وتمكين اللاجئين من العمل والإنتاج في مجتمعاتهم المضيفة.

العمل الإنساني
جاء ذلك خلال حضور سموه، صباح اليوم الأربعاء، العرض الخاص للفيلم الوثائقي الأول الذي أنتجته مؤسسة «القلب الكبير» ويحمل عنوان «حكاية الحي». ويتناول الفيلم الذي فاز بجائزة مهرجان «ماونتن فيلم للأفلام الوثائقية – كولورادو» التحديات التي تواجهها الفتيات اللاجئات بسبب الثقافات الاجتماعية السائدة في المجتمعات المضيفة وظروف اللجوء على حد سواء، وكيفية التغلب عليها بالمعرفة والتعلم.
وبيّن سمو المبعوث الإنساني للقلب الكبير، أن المؤسسة نقلت مفهوم العمل الإنساني إلى مستوى جديد أكثر تأثيراً وأهمية، من خلال تركيزها على توفير الحلول للتحديات الاجتماعية والثقافية التي تصاحب اللجوء، وتسليط الضوء على حقوق اللاجئين الطبيعية في تنمية المواهب والفكر والمساهمة في الإبداعات الفنية والأدبية والنشاطات الاجتماعية الترفيهية، جنباً إلى جنب مع الحقوق الأساسية المتمثلة في الغذاء والمسكن والتعليم والصحة.

وأوضح سموه أن هدف الحملات التثقيفية والتوعوية التي تقودها «القلب الكبير»، هو تغيير النظرة السائدة حول مكانة اللاجئين ودورهم. ونجحت من خلالها في ترسيخ صورة إيجابية عنهم، ففي كل حملة تركز المؤسسة على أن اللاجئ ليس مجرد رقم، وليس مجرد حالة ضعيفة هشة، لا تبادر ولا تقدم شيئاً، بل قصص نجاح وحكايات إرادة وطاقات بناء وتنمية.

قصة لجوء
وثمّن سمو نائب حاكم الشارقة طريقة تناول الفيلم للتحديات، وتركيزه على التحفيز الذاتي للتعلم والمعرفة وتنمية الفكر، بلسان لاجئة لها تجربتها الخاصة والمميزة مع اللجوء، ما ساهم في إيصال رسالة الفيلم متضمنة مشاعرها بكل سهولة، داعياً سموه إلى المزيد من الاستثمار في التقدم العلمي وبشكل خاص في تقنيات الاتصال والتواصل لخدمة القضايا الأكثر إلحاحاً والتي تشكل أولوية إنسانية، مثل قضايا اللاجئين والنازحين والفقراء وضحايا الصراعات والأزمات.

ويتناول الفيلم الذي سيعرض لكافة الجمهور قريباً، تحديات الزواج المبكر للفتيات، والانقطاع عن التعليم، وتأثير هذه الحالة على مستقبل الأسر اللاجئة والمجتمعات المحتاجة، حيث ركَّز على حقيقة أن تغيير واقع اللجوء والعبور به نحو شراكة اللاجئين في العمل والإبداع والإنتاج، مرتبط بشكل وثيق بالتعليم والمعرفة والتنمية الفكرية للجميع، ولا سيما للفتيات.

ويخاطب الفيلم اللاجئين بلسان بطلته أسماء، التي تروي قصة لجوئها من سوريا إلى مخيم الزعتري في الأردن، حيث تبدأ بعد وصولها إلى المخيم في البحث عن وسائل لخدمة اللاجئين، لتجد أن خير وسيلة لذلك هي تأسيس إطار مجتمعي تنتسب إليه الفتيات اللاجئات من أجل تشجيعهن على القراءة ومواصلة الدراسة.

وتقدم أسماء نموذجاً ملهماً للفتيات والنساء، حيث يبين الفيلم اهتمامها بتعليم وتثقيف الفتيات عبر زيارة الأهالي في البيوت وإقناعهم بتسجيل بناتهم في مشاريع التعليم والتثقيف المجتمعي، على الرغم من انشغالها بواجباتها تجاه أطفالها وبيتها وزوجها.
حضر عرض الفيلم عدد من رؤساء ومسؤولي الدوائر والجهات الحكومية في إمارة الشارقة، وجمع من المخرجين السينمائيين وممثلي وسائل الإعلام المحلي.