خولة علي (دبي)

برهن الشاب الإماراتي محمد جابر المنهالي، مدى قدرة الكوادر الوطنية على الدخول في مجال العمل الشاق، ما أن سنحت لهم الفرصة ومُنحت لهم الثقة، فاحترافه صيانة المعدات الثقيلة لم يكن سوى هاجس بدأ معه عندما كان طالباً جامعياً في كلية التقنية العليا عام 1995 وتسلمه أول رخصة قيادة سيارة خفيفة، حيث استفزته قائمة الرخص الأخرى من المركبات كالحافلات الخفيفة والثقيلة ومركبات الشحن، والمعدات الميكانيكية الهيدروليكية، فقرر أن يتقن قيادتها جميعها، وساعده على ذلك خبرته الوافية حول تقنية عمل هذه المركبات، ليبدأ مرحلة التعمق في دراسة وصيانة المعدات الثقيلة. 

بداية وانطلاق 
عن بداية دخوله مجال صيانة هذه المعدات، يشير محمد المنهالي قائلاً «البداية الفعلية والانطلاقة الحقيقية بدأت، بعد أن تفرغت تماماً من وظيفتي، واستغللتُ فرصة وجودي بالمنزل والتحقتُ بمركز لوتاه التقني منذ نوفمبر 2021، حيث كانت تُعقد دورة للمعدات الثقيلة، واستطعت أن أنضم إلى صفوف المتعلمين، وبناء عليه تميزتُ في هذا المجال الذي طالما أحببته، وكان لديّ الشغف لتعلم ذلك التخصص».

تحديات 
رحلة البحث والتعلم، لم تكن سهلة على المنهالي، الذي وجد رغبة قوية تدفعه لخوض العمل في الصناعات الثقيلة، وعن ذلك قال: «أردت التميز في مجال لطالما كان حكراً على الوافدين قبل خمسين عاماً، ومن بين الشركات الصناعية الكثيرة في الدولة لم يكن هناك مواطنون يعملون أو لديهم الخبرة في مجال صيانة المعدات الميكانيكية والهيدروليكية، أو حتى دراية بهذا النظام». 
وبحثه عن مكان للتدريب على هذه التقنية الصناعية كانت مرهقة وشاقة، فلم يجد الترحيب من الشركات المنتشرة في الإمارات أو حتى ورش صيانة المركبات، مما سبب له حالة من الإحباط وفكّر يوماً في تغيير مجاله إلى آخر، إلا أنه ظل يركض خلف حلم وهدف يسعى لتحقيقه متحدياً كل ما قد يصادفه من صعوبات أو أي شيء يحول دون تحقيق ما يصبو إليه.

جيل الشباب
أكد المنهالي، أن من يبحث عن النجاح والتميز، لا يمنعه شيء، موضحاً أنه تعرض للسخرية من بعض من حوله؛ نظراً لغرابة المجال الذي يخوضه، إلا أنه واصل مسيرته، نتيجة شغفه وحبه لهذا المجال، مما جعله أكثر صموداً وقوة وثباتاً في المضي قدماً نحو تحقيق هدفه.
ويسعى المنهالي إلى نقل المعرفة فيما يخص هذه التقنية إلى جيل الشباب عن طريق تدريب مجموعة منهم على قيادة وصيانة المعدات الثقيلة، فالأمر يحتاج فقط إلى توافر الرغبة الشديدة والإرادة الحديدية الصلبة التي لا تشوبها شائبة، لتعلم أي مجال أو اكتساب أي خبرة عملية.