أحمد شعبان (القاهرة)
تتمتع إيمان جنيدي منذ نعومة أظفارها بموهبة فنية وأنامل ذهبية، فقد ولدت في عائلة تعشق الفن، بمحافظة بني سويف المصرية (شمال الصعيد) تعزف على البيانو والعود، كما صقلت موهبتها بالدراسة والتجارب المسرحية، وكونت فرقة موسيقية، حتى لقبت بـ«فراشة المسرح»، وأصبحت أول سيدة مايسترو تقود أوركسترا في العالم العربي.
أكدت جنيدي، «أن الإمارات تهتم بكل الفنون المحلية والعالمية ويشرفها تقديم عروض على مسارحها، وأنها تقدر شعبها الشقيق، وتدرك أنه ذواق للفنون الراقية، وأنها تعشق الفن الخليجي عامة والإماراتي خاصة وتحب إيقاعاته، وتتمنى أن تجوب الدول العربية بفرقتها».
وتحلم جنيدي بعرض فنها في الدول العربية، وأن تنتشر وتجوب بفرقتها الوطن العربي، خاصة بعد أن عرفها الكثيرون من هذه الدول ومنهم من يتواصل معها من الموهوبين.
أول «مايسترو»
وأعربت عن سعادتها كونها سيدة صعيدية تمثل المرأة المصرية في مهنة ومكانة لم تسبقها إليها امرأة من قبل، حيث حصلت على لقب أول سيدة عربية (مايسترو) في عام 2005، بعد مشقة ومعاناة، وكانت قائدة للفرقة القومية للموسيقى العربية لفترة طويلة.
تخرجت إيمان في كلية التربية الموسيقية عام 1984، ورشحتها وزارة التربية والتعليم المصرية للعمل مدرسة للموسيقى، وسافرت إلى الكويت وسلطنة عُمان وشاركت طلاب مدارسهما في العديد من الأعمال الموسيقية، مما أضاف إلى خبرتها الكثير.
وأضافت أنها بعد عودتها إلى مصر تمت ترقيتها لدرجة موجهة للتربية الموسيقية، ثم اختيارها لتدريب طلاب الفريق الفني بجامعة بني سويف، وفي عام 2005 رشحت لتولي قيادة فرقة الموسيقى العربية بالمحافظة، وكانت أول مصرية تتولى هذه المهمة، وبالرغم من تخوفها إلا أنها تمكنت من قيادة الفرقة التي تضم 40 عضواً موسيقياً، وأبهرت الجميع بأدائها المتميز.
فن القيادة
وقالت المايسترو جنيدي: كنت مُهتمة بأن تكون فرقتي الموسيقية على مستوى عالٍ، لإيصال رسالة مهمة مفادها أن المرأة قادرة على النجاح وتحقيق أهدافها.
وعندما بدأت «فراشة المسرح» في تكوين فرقة موسيقية، لم يدر في ذهنها أن تكون قائدة أوركسترا، ولكن جاءت بعد تكوين فرقة صغيرة، مما جعلها تحب القيادة نتيجة حبها للمسرح، مؤكدة أن مهمة المايسترو ليست سهلة، لأنه يجب أن يكون مُلماً بكل الآلات الموسيقية ولديه علم بفن القيادة وسرعة البديهة أمام الجمهور.
دعم الموهوبين
وأشارت إلى أنها تدعم الموهوبين من خلال مشروعات فنية وتدريبية لهم، وأقامت مسابقات لمنح كبار السن طاقة إيجابية، كما تتبنى وتدعم الأطفال العازفين، وتجوب بفرقتها القاهرة وتقيم الحفلات وتقودها في الأوبرا وساقية الصاوي، ولاقت قبولاً كبيراً في الأوساط الفنية.
وأكدت إيمان أن اهتمامها بالثقافة يهدف إلى نشر المواهب والإبداع والفنون والحرف اليدوية، خاصة تلك التي توشك أن تنقرض من عالمنا، وتحاول من خلال فنها نشر ثقافة السلام والتسامح بين الشعوب وإقامة ندوات للمرأة حول هذه المفاهيم.
جوائز وتكريمات
حصلت جنيدي على العديد من الجوائز والتكريمات، منها تكريمها في احتفالية «المرأة المصرية أيقونة النجاح عام 2021»، وثاني أفضل مايسترو في مهرجان الموسيقى العربية بهيئة قصور الثقافة 2009، والدكتوراه الفخرية في حقوق الإنسان من إيطاليا عام 2020، وتم اختيارها من قبل الأكاديمية الدولية للسلام والدفاع عن حقوق الإنسان كسفيرة لدورها في نشر ثقافة التسامح والسلام بين الشعوب.