تامر عبد الحميد (أبوظبي)

عبّرت الممثلة الإماراتية أمل محمد عن سعادتها البالغة لحصدها جائزة أفضل ممثلة آسيوية، عن دورها في فيلم «218 - خلف جدار الصمت»، ضمن حفل توزيع جوائز مهرجان «سيبتيميوس» في أمستردام، مهدية هذه الجائزة إلى والديها اللذين لطالما دعماها ووقفا إلى جانبها في مسيرتها الدراسية والفنية، منوهة بأن جائزة المهرجان الدولي المهم الذي يركز على اكتشاف وتشجيع المواهب السينمائية المستقلة الجديدة ودعم الأفلام ذات الرؤية والجمع بين جميع عناصر صناعة الأفلام ورواية القصص، ستعطيها الدافع الأكبر لتقديم أعمال هادفة وتجسيد شخصيات متفردة، تضاف إلى مسيرتها الفنية، وتشارك بها في المحافل السينمائية العربية والعالمية.
فيلم «218 - خلف جدار الصمت» نتاج مبادرة «التجربة الفنية الإماراتية» التي أطلقتها مدينة الشارقة للإعلام «شمس» عام 2019 تحت شعار «السينما تبدأ من هنا»، لتطوير البنية التحتية لصناعة السينما في مجالات الإنتاج السينمائي الإبداعي والتقني كافة، وأخرجته الإماراتية نهلة الفهد، وقد نافس وبقوة في احتفالية «سيبتيميوس السينمائية»، وتم ترشيحه ضمن جوائز المهرجان في فئتين عن أفضل ممثلة آسيوية وأفضل فيلم آسيوي، حتى تمكنت أمل من الحصول على لقب الجائرة. وأشارت إلى أن مشاركتها في بطولة هذا الفيلم تمثل لها نقلة نوعية فنية، خصوصاً في طبيعة دورها المختلف عن جميع أدوارها السابقة، لاسيما أنها لعبت دور الفتاة التي تتعرض للعنف الأسري من قبل والدها، ولديها الكثير من الأسرار والغموض في حياتها، والتي تكشفها خلال أحداث الفيلم بطريقة مليئة بالتشويق.
وأشادت أمل بالمخرجة نهلة الفهد، ووصفتها بالمبدعة والمتميزة دائماً في أعمالها السينمائية، منوهة بأنه لولاها ولولا مجهودها المبذول في الفيلم، لما تمكنت من الحصول على هذه الجائزة، معتبرة أن «218 - خلف جدار الصمت» الذي شارك في بطولته حبيب غلوم ومنصور الفيلي وهيفا العلي وعبد الله بن حيدر، يمثل بصمة عالمية جديدة للسينما المحلية، خصوصاً أنه سلط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة، أبرزها قضية العنف الأسري، من خلال دراما تشويقية إماراتية تدور قصتها حول فتاة تروي حكايتها مع عائلتها، وتستعرض تجربتها مع مجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تتراوح بين العنف الأسري والحنين إلى الماضي، والرغبة في الانتقام.

قضايا مجتمعية
عبرت المخرجة نهلة الفهد عن سعادتها بحصول أمل محمد على جائزة أفضل ممثلة آسيوية، خصوصاً أنها تميزت بدورها في هذا العمل، معربة أيضاً عن فخرها لتوليها إخراج هذا الفيلم المميز، الذي نال أصداء إيجابية في مهرجان «سيبتيميوس»، خصوصاً أنه يسلط الضوء على قضايا مجتمعية مهمة تلامس الواقع، وذلك بعد أن خاضت تجربة إخراج الأفلام الوثائقية، ومنها فيلم «حجاب» الذي شارك في عدد من المهرجانات العالمية والعربية، مؤكدة أنها حققت حلمها في «218 خلف جدار الصمت»، لاسيما أنه يعتبر أول أعمالها الروائية الطويلة في عالم الإخراج السينمائي، وقالت «هنا أتى الاختلاف في هذا العمل الذي يحارب قضية مجتمعية بارزة، وهي (العنف الأسري)، والتي اجتمع على تنفيذها نخبة من نجوم الدراما والسينما المحترفين في عالم التمثيل، ومجموعة من الشباب المبدعين في مجالات فنية مختلفة ضمن مبادرة (التجربة الفنية الإماراتية)، والذي تولت إنتاجه (شمس) في خطوة لتعزيز مكانة السينما المحلية في السوق العربية والعالمية»، مشيرة إلى أن السينما الإماراتية في السنوات الأخيرة قطعت شوطاً كبيراً في الحضور والمنافسة، وكان التحدي الذي نفذته «شمس» أتى بنتائج إيجابية من أجل تمكين الساحة السينمائية الإماراتية ليس فقط خليجياً بل عالمياً، من خلال الكوادر المبدعة الشابة ودخولهم بقوة في السوق السينمائية.