أحمد مراد (القاهرة)
في عالم السلطة، يأتي غالبية رؤساء دول العالم بخلفيات دراسية عسكرية أو سياسية، ولكن هناك البعض من الرؤساء، سواء الحاليون أو السابقون، جاؤوا إلى سدة الحكم بعد الحصول على مؤهلات دراسية وشهادات جامعية بعيدة تماماً عن الحقل السياسي.
شي بينغ.. مهندس كيميائي
في الرابع عشر من مارس 2013، انتخب شي جين بينغ رئيساً لجمهورية الصين الشعبية، بعدما قطع مشواراً طويلاً في العمل السياسي بدأ بانضمامه إلى الحزب الشيوعي في عام 1974، وعلى مدى 4 عقود متواصلة تدرج في مختلف المناصب الحزبية، حتى بلغ منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي، ومن بعده رئيساً للبلاد.
أما المشوار الدراسي والتعليمي للرئيس الصيني، المولود في 15 يونيو عام 1953، فسلك فيه مساراً مختلفاً، وبعيداً تماماً عن الحقل السياسي، حيث درس الهندسة الكيميائية في جامعة تسينغهوا في العاصمة الصينية «بكين»، وتخرج فيها خلال عام 1979، حاملاً درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية.
برهم صالح.. البحار
في الثاني من أكتوبر عام 2018، انتخب برهم صالح رئيساً لجمهورية العراق، وقبل الرئاسة شغل عدة مواقع سياسية، منها نائباً لرئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة في عام 2004، ووزيراً للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية في عام 2005، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في أول حكومة منتخبة في عام 2006، وغيرها من المواقع السياسية الأخرى.
الرئيس العراقي، المولود في 8 سبتمبر 1960، حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية والإنشائية من جامعة كاردف في بريطانيا. كما حصل على درجة الدكتوراه في الإحصاء والنظريات الاحتمالية في مجال هندسة البحار من جامعة ليفربول في بريطانيا.
ميركل.. دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية
على مدى 16 عاماً، تولت أنجيلا ميركل منصب المستشارية الألمانية، وتحديداً خلال الفترة من 22 نوفمبر عام 2005 وحتى 8 ديسمبر عام 2021، الأمر الذي جعل الكثيرين يطلقون عليها لقب «المرأة الحديدية».
المستشارة الألمانية السابقة، المولودة في 17 يوليو العام 1954، كان والدها قساً بالكنيسة، ووالدتها معلمة للغة الإنجليزية واللاتينية، الأمر الذي كان له تأثير على مشوارها الدراسي، حيث عُرفت بتفوقها الدراسي، وتميزت بشكل كبير في الرياضيات خلال المرحلة الثانوية، وفي المرحلة الجامعية تخصصت في دراسة الفيزياء في جامعة لايبزج، وبعدها التحقت بالمركز الرئيسي للكيمياء الفيزيائية بأكاديمية العلوم في برلين، واستمرت فيه حتى العام 1990، حيث حصلت على الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية.
ماكرون.. الفيلسوف
في الرابع عشر من مايو 2017، بدأت الولاية الرئاسية الأولى للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وفي أبريل 2022 أُعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية، بعدما تغلب على منافسته في الانتخابات الرئاسية، مارين لوبان.
الرئيس الفرنسي، المولود في 21 ديسمبر من عام 1977، يحمل عدة خلفيات تعليمية ودراسية، فقد درس الفلسفة في جامعة غرب باريس «نانتير لاديفونس»، وحصل على درجة الماجستير ودبلوم الدراسات العليا في الفلسفة، وفي عام 2001 تخرج في معهد الدراسات السياسية في باريس، وفي عام 2004 تخرج في المدرسة الوطنية للإدارة في ستراسبورغ. وبعد التخرج عمل ماكرون في عدة وظائف بعيدة تماماً عن عالم السياسة، أبرزها عمله كمفتش مالي في المفتشية العامة للشؤون المالية، وبعدها في العام 2008 أصبح مصرفياً في بنك «روتشيلد وشركاه»، وهو بنك استثماري مرموق. وفي عام 2012، جاءت أبرز محطات مسيرة ماكرون السياسية عندما عُين نائباً للأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية، وفي أغسطس 2014 عُين وزيراً للاقتصاد والصناعة والشؤون الرقمية.
آلار كاريس.. عالم أحياء
في الحادي والثلاثين من أغسطس 2021، انتخب آلار كاريس رئيساً لجمهورية إستونيا، الواقعة في منطقة بحر البلطيق بشمال أوروبا، وكانت في السابق إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي.
آلار كاريس، المولود في السادس والعشرين من مارس عام 1958، كان والده، هاري كاريس، عالم نبات، وقد سار آلار كاريس على نهج والده الأكاديمي، حيث تخرج في الجامعة الإستونية لعلوم الحياة، بعدها واصل دراسته في بريطانيا وألمانيا وهولندا، وتخصص في علم الوراثة والأحياء، وفي العام 1999، أصبح أستاذاً في جامعة تارتو، بعدها شغل منصب عميد جامعة تارتو في الفترة من عام 2007 وحتى عام 2012.
وإلى جانب عمله الأكاديمي، شغل كاريس عدة مواقع، ففي الفترة من عام 2013 وحتى العام 2018 عمل رئيساً لديوان المحاسبة في بلاده، وفي عام 2017 عُين مديراً للمتحف الوطني الإستوني.
محمدوف.. طبيب أسنان
في الرابع عشر من فبراير عام 2007، انتخب قربانقلي بردي محمدوف رئيساً لدولة تركمانستان، بعد وفاة رئيسها السابق، صابر مراد نيازوف، وفي الانتخابات الرئاسية الثانية التي أجريت في عام 2012، أعيد انتخاب محمدوف رئيساً للبلاد لفترة رئاسية جديدة.
وتخرج محمدوف، المولود في 29 يونيو عام 1957، في معهد الدولة التركمانية الطبية في عام 1979، وتخصص في طب الأسنان، وقبل توليه الرئاسة كان ضمن الطاقم الطبي الشخصي للرئيس السابق صابر مراد نيازوف.
وفي 12 مارس 2022، انتخب ابن الرئيس محمدوف، سيردار بيردي محمدوف، رئيساً للبلاد خلفاً لوالده.
يوسف حبيبي.. صانع طائرات
عُرف الرئيس الإندونيسي السابق، بحر الدين يوسف حبيبي، المولود في الخامس والعشرين من يونيو عام 1936، بالنبوغ والتفوق خلال دراسته في معهد باندونج التقني بإندونيسيا، وبعدها سافر إلى ألمانيا لدراسة هندسة الطيران، وخلال سنوات دراسته في ألمانيا بين عامي 1955 و1965، حصل على درجة البكالوريوس ثم درجتي الماجستير والدكتوراه، وعُين في الجامعة الألمانية وتدرج في مواقعها حتى وصل إلى منصب أستاذ مساعد.
وفي مرحلة لاحقة، انتقل حبيبي إلى هولندا، ومكث فيها عدة سنوات، بعدها عاد إلى إندونيسيا في عام 1970 ليكون من أبرز الشخصيات العلمية في المجتمع الإندونيسي، وقد اُختير من قبل الرئيس الإندونيسي الأسبق، سوهارتو، ليكون رئيساً لشركة الطيران الوطنية المملوكة للدولة، وبعدها عُين وزيراً للبحث العلمي والتكنولوجيا في عام 1978، ثم عُين نائباً للرئيس.
وفي مايو من عام 1998، ترك سوهارتو الحكم على خلفية خروج مظاهرات مطالبة برحيله، ومن ثم أصبح يوسف حبيبي رئيساً مؤقتاً، وقد اتخذ مجموعة من الخطوات الإصلاحية الواسعة، وفي أكتوبر من عام 1999 قرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، خرج على إثرها من السلطة، بعدما وجد حالة من الصراع داخل حزبه، وتفرغ بعدها لنشاطه التجاري في مجال صناعة الطائرات، حتى توفي في 11 سبتمبر من عام 2019.