لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وعياً منها بأهمية دور الأب في حياة الأسرة، وفي تحقيق الاستقرار النفسي لدى الأبناء وبناء جيل متوازن وفاعل في المجتمع، تعمل مؤسسة التنمية الأسرية على تعزيز المسؤولية الوالدية، من خلال مبادرات ومنصات وبرامج عدة تقدمها طوال العام.
حماية وإرشاد
في يوم الأب، ذكرت ميثاء العامري رئيس قسم تثقيف الأسرة في «التنمية الأسرية»، أن للأب عدة أدوار يجب أن يقوم بها وإلا اختل توازن الأسرة. ولا يقتصر الأمر على الجانب المادي، وإنما الاهتمام بالجانب الوجداني، وتعزيز الحضور اليومي في حياة الأبناء، ومنها توفير الأمان والاستقرار والدعم النفسي والعاطفي، ومتابعتهم سلوكياً وأكاديمياً وغرس القيم والأخلاق في نفوسهم، وتعليمهم مهارات حل المشكلات، واتخاذ القرارات، باستخدام ما يسمى التربية بالمواقف الحياتية. ويجب أن يكون الأب مستشاراً لأبنائه وملاذاً يلجؤون إليه ليشعروا بالأمان والثقة.
سلوكيات
وتقدم «التنمية الأسرية» خدمة تعزيز دور الرجل في «الوالدية الإيجابية»، في السنوات الأولى من حياة الطفل. وتؤكد على أهمية العلاقات لأنها تحدد سلوكياته الاجتماعية وطبيعة الروابط المستقبلية لديه، كالصداقة والزواج وزمالة التعليم والعمل. وقالت صغيرة المنصوري اختصاصي علاقات أسرية في «التنمية الأسرية»، إن خدمة تعزيز دور الرجل في «الوالدية الإيجابية» تستهدف التعرف على المهارات اللازمة لتطبيق نهج التربية بالانضباط وبناء شخصية الطفل، موضحة أن هذه الخدمة يتم تقديمها ضمن ورش في أجواء تفاعلية، بهدف تأسيس جيل سليم يتمتع بصحة نفسية وعقلية عالية. وأكدت دور الأب في التنشئة الاجتماعية والتربوية.
وقت نوعي
ووجهت المنصوري كلامها للأب قائلة: احرص على تخصيص وقت تكون فيه بكامل حيويتك ونشاطك تقضيه مع أبنائك وتشاركهم بعض الأنشطة التي يحبونها، فيمكنك أن تقرأ كتاباً مع ابنك أو ابنتك، أو تتشاركان في لعبة رياضية، أو تتعاون على تنظيم رحلة خاصة. المهم هو حضورك الكامل ذهنياً وعاطفياً واستثمار الوقت النوعي.
مرحلة المراهقة
تعمل منصة «الأبوة الإيجابية» على تعزيز دور الأب وتنمية المهارات الوالدية لديه ليكون مؤهلاً في التعامل مع أبنائه، لاسيما في مرحلة المراهقة؛ لأن العلاقات داخل العائلة مهمة جداً في دعم المراهق.
كما أن وضع القواعد والأنظمة داخل الأسرة يسهم في وضع إطار للمسؤوليات والواجبات والحقوق، وتنظيم العلاقات. ومن الضروري تعلم الوالدين مهارات إدارة الخلافات بين الإخوة وإدارتها بطريقة صحيحة، وضمان أدوار تكاملية بين الوالدين في تربية المراهقين.
دراسة
أشارت دراسة أجرتها عالمة النفس روث فليدمان إلى أن مستوى هرمون «أوكسيتوسين» المسؤول عن تقوية الروابط الاجتماعية بين الآباء أو الأمهات والأطفال، يرتفع في الدم لدى الآباء عند اعتنائهم بأبنائهم. ويقول الباحثون: توصلنا إلى نتائج عدة، أهمها أنه لا يوجد نموذج للأب المثالي أو مواصفات ثابتة لواجباته وسلوكياته في المنزل. والأب الجيد هو الذي يهتم باحتياجات أبنائه النفسية والعاطفية ويبادر إلى تلبيتها مهما اختلفت الأساليب التي ينتهجها لدعمهم.