استحوذ الفن الرقمي ومنتجات الـ"إن إف تي" على مكانة بارزة في معرض بازل للفن المعاص.
وخاض نجوم السوق الفنية من أمثال الأميركي جيف كونز غمار هذه التجربة التي تشهد حالياً طفرة كبيرة.
وكشفت صالة عرض "بايس" النقاب عن القطعة الأولى من سلسلة منحوتات يعتزم كونز إرسالها إلى القمر على متن مركبة تابعة لشركة "سبايس إكس" المتخصصة في الصناعات الفضائية.ويطمح جيف كونز، وهو صاحب بعض من أغلى الأعمال الفنية في العالم، إلى وضع 125 نسخة مصغرة من منحوتاته المسماة "مون فايزز" على القمر بالإضافة إلى صورة تظهر موقعها وتُطرح للبيع على شكل "إن إف تي" (رموز غير قابلة للاستبدال).
يحصل من يشتري هذا المنتج على منحوتة بحجمها الفعلي مرصّعة بحجر ثمين يشير إلى أنها كانت على القمر.وقال مدير المعرض مارك غليمشر، أثناء عرض المنحوتة الحديثة في المعرض والتي تتخذ من القمر شكلاً ويبلغ طولها 39,4 سنتمتراً "نطّلع عليها نحن أيضاً للمرة الأولى".
وارتفعت أسعار المنتجات المماثلة التي تتسم بطابع المضاربة، منذ مزاد نظمته دار "كريستيز" السنة الفائتة لعمل فني بتكنولوجيا "إن إف تي" يحمل توقيع الفنان الأميركي بيبل بيع مقابل 69,3 مليون دولار أميركي.
وسجل حجم مبيعات منتجات الـ"إن إف تي" الفنية 945 مليون دولار في أغسطس.
ولم تدفع التقلبات المُسجلة في عالم "إن إف تي" مدير صالة "بايس" للانسحاب من هذا المجال، إذ يعرب عن اقتناع بأنّ هذه المنتجات تمثل انعكاساً لسوق ناشئة للفن الرقمي.
في هذه النسخة من المعرض، اعتمد المنظمون على منصة سلسلة الكتل "تيزوس" التي توفر أعمالاً رقمية تابعة لفنانين أُنشئت نسخ جديدة منها على شكل منتجات "إن إف تي" استناداً إلى التلقين الآلي.
يقول مدير "آرت بازل" مارك شبيغلر "أعتقد أنّ منتجات الـ+إن إف تي+ ستكون لها مستقبلاً مكانة في السوق"، حتى لو أنّ أسعارها "شهدت تراجعاً كبيراً في الآونة الأخيرة" بعدما كثّف الفنانون تجاربهم مع الأدوات الرقمية.
وعادت أسعار الأعمال الفعلية التي يستطيع هواة الجمع الأثرياء عرضها في منازلهم للارتفاع بشكل كبير، إذ بيع عنكبوت أنجزته النحاتة الفرنسية الأميركية لويز بورجوا بأربعين مليون دولار أميركي، بينما بيع عمل فني للفنان المتخصص في الفنون المرئية فليكس غونزاليز-توريس بـ12,5 مليون دولار، ولوحة زيتية للألماني جورج باسيليتز بـ5,5 مليون دولار.
ويضم المعرض المُقام بين 16 و19 يونيو مجموعة من الأعمال الفعلية، أبرزها تمثال كبير من البرونز للبريطاني توماس ج. برايس ومجسم للفنان الفرنسي الصيني هوانغ يونغ بينغ يمثل مطبخاً مزيناً بصراصير كبيرة وسلسلة منحوتات تمثل وجوهاً للفنان الفرنسي الكاميروني بارتيليمي توغو.