طور باحثون نموذجا رياضيا لاحتشاء عضلة القلب أو انسداد العضلة القلبية، المعروف شعبيا باسم النوبة القلبية.
يتنبأ النموذج الجديد بالعديد من تركيبات الأدوية الجديدة المفيدة التي قد تساعد يومًا ما في علاج النوبات القلبية، وفقًا للباحثين في جامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة.
يعاني ملايين الأشخاص عبر العالم كل عام من انسداد الشرايين التاجية، أو الأوعية التي تمد القلب بالدم، ويموت العديد منهم جراء ذلك. لكن حتى بالنسبة للناجين، فإن الضرر الذي تحدثه هذه النوبات على عضلات القلب دائم ويمكن أن يؤدي إلى التهاب خطير في المناطق المصابة من القلب.
غالبًا ما يتضمن العلاج لاستعادة تدفق الدم إلى ممرات القلب المسدودة الجراحة والأدوية، أو ما يُعرف بعلاج إعادة التروية. ويقول نيكولاي مويس، الباحث في ولاية أوهايو والمؤلف الرئيسي للدراسة إنها تستخدم خوارزميات رياضية لتقييم فعالية الأدوية المستخدمة في مكافحة الالتهاب الذي يحتمل أن يكون مميتًا والذي يعاني منه العديد من المرضى في أعقاب أي نوبة قلبية.
يضيف مويس "بدأت البيولوجيا والطب في التحول إلى أسلوب رياضي أكثر".
عمل مويس على نماذج رياضية أخرى لقلوب الحيوانات، لكنه قال إن الإطار المفصل في البحث الحالي هو التخطيط الأكثر تفصيلاً لاحتشاء عضلة القلب لدى الفئران على الإطلاق.
وقد نشر البحث في دورية Theoretical Biology.
اختارت هذه الدراسة أن تصوغ نموذجًا لكيفية تفاعل بعض الخلايا المناعية مثل الخلايا العضلية، والخلايا المتعادلة، وهي خلايا ضرورية لمكافحة العدوى ومكافحة النخر (إصابة سامة للقلب) مع أربعة عقاقير مختلفة معدلة للمناعة على مدى شهر واحد. صممت هذه الأدوية لتثبيط جهاز المناعة بحيث لا تسبب الكثير من الالتهابات الضارة في أجزاء القلب التي تضررت.
أظهرت النتائج، التي توصل إليها الفريق، أن مجموعات معينة من مثبطات الأدوية تلك كانت أكثر كفاءة في تقليل الالتهاب من غيرها.
قال مويس "في الطب، يمكن استخدام الرياضيات والمعادلات لوصف هذه الأنظمة. ما عليك سوى المراقبة، وستجد القواعد وقصة متماسكة بينهما".
وأكد أنه "من خلال العلاجات، التي نتحرى عنها في نموذجنا، يمكننا تحسين نتائج المريض، حتى مقارنة مع أفضل رعاية طبية متاحة الآن".
واعتمادًا على حالة الصحة قبل الإصابة، قد يستغرق الأمر من ستة إلى ثمانية أشهر للشفاء من نوبة قلبية. يمكن أن تحدد جودة الرعاية، التي يتلقاها المرضى في الأسابيع القليلة الأولى، مسار الطريق إلى الشفاء.
ونظرًا لأن محاكاة مويس نظرية بحتة، فلن تؤدي إلى تحسين العلاجات في وقت قريب. فهناك حاجة إلى بيانات أكثر دقة عن الفئران قبل أن يصبح بحث هذا الفريق مفيدا لعلماء آخرين، لكن مويس قال إنه يتصور النموذج كأداة محتملة في مكافحة أمراض القلب القاتلة.
وأوضح مويس "سيستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن نتمكن فعليًا من دمج هذا النوع من المقاربة في العمل السريري الفعلي. لكن ما نقوم به هو الخطوة الأولى نحو ذلك".
نموذج يتنبأ بفعالية أدوية النوبات القلبية
المصدر: الاتحاد - أبوظبي