عبدالله أبو ضيف (القاهرة)

ارتبط الملح الصخري بالثقافة المصرية القديمة منذ العصور الأولى، وكان جزءاً من تاريخها. واعتمد عليه المصريون القدماء كطريقة للاستشفاء من الآلام النفسية والجسدية بعدما لاحظوا تحسن الحالة الصحية لعمال مناجم الملح، فتتبعوا الأمر واكتشفوا تأثير مادة اليود على الحالتين المزاجية والجسدية. وخلال السنوات الأخيرة عادت فكرة الاستشفاء النفسي بكهوف الملح إلى الظهور في عدة مدن مصرية، بينها مرسى مطروح وشرم الشيخ والقاهرة، ولاقت إقبالاً متزايداً من السياح، وتحولت جلساتها إلى طقس للأغنياء والفقراء نظراً لأسعارها المقبولة.

45 دقيقة
تستغرق جلسة كهف الملح 45 دقيقة حيث يستلقي الزائر على الملح، ويمكن أن يغطي جسمه بحسب رغبته متأملاً اللون الأبيض مع الاستمتاع بالموسيقى الهادئة والإضاءة الخافتة. ويعمل الملح الصخري على سحب الطاقة السلبية من الجسم وطرد التوتر والإرهاق والإجهاد من العقل، فيما تتولى مادة اليود استخراج السموم من الجسم بعدما أثبتت فعاليتها في تخفيف بعض الأمراض مثل حساسية الصدر وآلام الجيوب الأنفية وعلاج الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم.
وينصح الأطباء المؤمنون بهذا النوع من الاستشفاء بعدم الاكتفاء بجلسة واحدة فقط لأنها لا تحدث تأثيراً بالغاً، وإنما إعادة الجلسة كل 15 يوماً، بحيث يبدأ التحسن بعد الجلسة الخامسة حسب استجابة كل جسم.

فوائد صحية ونفسية 
وفي حديثه لـ «الاتحاد» قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي: إن كهوف الملح تساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية والمزاجية، لأنها تنشِّط الدورة الدموية وتجدِّد حيوية الجلد، وتُنتج مادة السيروتونين المسؤولة عن هرمون السعادة، والذي يأتي بنسبة 70% من الجهاز الهضمي و30% من الجلد.
وأضاف: كلما تحسنت الحالة المزاجية للشخص، فهذا يعني تحسناً في بشرته وفي جودة الدورة الدموية، لذلك فإن بعض الأشخاص يشعرون بالاكتئاب في فصل الشتاء وبالنشاط والسعادة في فصل الصيف. وأشار إلى أن الجلسة الواحدة داخل كهف الملح الصخري تعادل الجلوس لـ15 ساعة على شاطئ البحر، إضافة إلى ما يفعله ذلك من تنشيط للدورة الدموية والتخلص من الشحنات الضارة بالجسم وعلاج الكثير من أنواع الحساسية كالصدفية.