«استوديو الفيلم العربي».. موطن للطموح

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

10 سنوات في حب صناعة المحتوى الإبداعي والأفلام الوثائقية والقصيرة، تكللت بتسطير إنجازات محلية وعالمية حققها المشتركون في برنامج «استوديو الفيلم العربي» التابع لـ «إيمج نيشن - أبوظبي»، حيث نجح البرنامج منذ عقد على انطلاقته، في تدريب أكثر من 300 مخرج وكاتب سيناريو وصانع أفلام من الشباب المواطنين والمقيمين في الدولة. وجاء ذلك انسجاماً مع نهج القيادة الرشيدة في دولة الإمارات لدعم أصحاب المواهب وتمكينهم في مختلف مجالات المحتوى الإبداعي. 

تحقيق الأحلام
لطالما اهتمت الإمارات بتطوير صناعة المحتوى الإبداعي، من خلال دعم الجهات المتخصصة فنياً وثقافياً. وتسعى «إيمج نيشن - أبوظبي» عبر برامجها المختلفة، إلى صنع محتوى إبداعي محلي وعربي على مستوى عالمي. واستطاع «استوديو الفيلم العربي» خلال 10 سنوات، تقديم الدعم والاهتمام بالكوادر المحلية والمواهب العربية المقيمة في الدولة، ونُفذت باقة من البرامج التدريبية، بينها «استوديو الفيلم العربي» الذي يُعتبر موطناً لهواة صناعة الأفلام الطموحين في المنطقة. إذ يمنحهم التوجيه، ويدربهم على المهارات اللازمة لتحقيق أحلامهم ونقلها إلى شاشة السينما، كما يعمل على تطوير قطاع صناعة الأفلام الذي يشهد نمواً متسارعاً في الإمارات. ويجعل من أبوظبي مركزاً إبداعياً لصناعة الأفلام، ويساعد المواهب الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط على الوقوف خلف الكاميرا لتقديم قصصهم وأفكارهم.

منصة رائدة
عن محطات النجاح التي حققها «استديو الفيلم العربي» قال جهاد درويش، مدير قسم المواهب في «إيمج نيشن - أبوظبي»: نحتفل اليوم بنجاح 10 سنوات، حقق فيها «استوديو الفيلم العربي» العديد من الإنجازات في عالم صناعة الأفلام القصيرة، منذ أول دورة له. وتخرج فيه نخبة من المخرجين الإماراتيين المتميزين، بينهم ماجد الأنصاري وآمنة النويس وهناء كاظم وفاطمة الظاهري وعمر بطي. وتتمثل رؤيتنا في ترسيخ ثقافة الفكر الإبداعي وحب الاستطلاع والمعرفة، تماشياً مع توفير منصة رائدة لصقل مهارات جيل من المواهب المحلية. وهذا ما يتجسد جلياً في «استوديو الفيلم العربي» الذي يدعم جهودنا المبذولة، ويوفر فرصة استثنائية لجميع المهتمين بالمسارات المهنية في القطاع الترفيهي، لاكتساب معرفة عملية وخبرات مهنية حول الجوانب المرتبطة بإنتاج المسلسلات والبرامج التلفزيونية.

منصات عالمية
صرَّح جهاد درويش بأن أبوظبي ستشهد في الفترة المقبلة إنتاجات عالمية ومشاريع فنية ضخمة تقدمها «إيمج نيشن - أبوظبي»، ويشارك في تنفيذها مخرجون إماراتيون شباب. ومن المقرر عرضها عبر منصات رقمية عالمية، مثل «نتفليكس» و«ستارز بلاي»، توازياً مع تطوير الكوادر المحلية الإبداعية، وإشراكهم في أعمال عالمية على غرار أفلام «الكمين» و«المهمة المستحيلة» و«السرعة والغضب».

خطط مستقبلية
وعن الخطط المستقبلية التي سيتم تنفيذها من خلال «استوديو الفيلم العربي»، أوضح جهاد درويش أن البرامج الـ 10 التي تُقدم حالياً، تصب أهدافها في خدمة صناع المحتوى الإبداعي الشباب، بينها: «برنامج استوديو الفيلم العربي لرواية القصص 2022» لكتاب السيناريو، تقدمه «إيمج نيشن - أبوظبي» بالشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأميركية وشركة «فيلم اندبندنت».

وعلى مدار 6 أشهر، سيقدم خبراء عالميون منهجاً شاملاً لتطوير محتوى أصيل، يهدف إلى صقل مهارات المشاركين من خلال جلسات متخصصة حول حرفة كتابة السيناريو وممارستها عملياً. وبرنامج «الإخراج للإعلانات التجارية»، ويهدف إلى تقديم نهج عملي، من خلال دورة تدريبية شديدة التركيز عن كيفية التعامل مع صناعة الإعلانات، وتقديم نظرة عميقة على فرص العمل، كصانع إعلانات ومواد ترويجية متطورة.

أفلام وثائقية
ونوّه جهاد درويش بأن «استوديو الفيلم العربي الوثائقي»، برنامج تدريبي سنوي يهدف إلى تطوير المهارات في صناعة الأفلام الوثائقية للكوادر المحلية والمقيمين في الدولة. إذ يحصل الفائز على فرصة التدريب من طاقم الأفلام الوثائقية في أحد المشاريع الإبداعية العالمية بالتعاون مع «إيمج نيشن - أبوظبي». أما «صناع الأفلام الشباب» الذي يُقدَّم بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، فهو برنامج تدريبي خاص بطلاب الثانويات في أبوظبي، يهدف إلى تطوير المهارات في صناعة الأفلام وتعلم كيفية استخدام أحدث المعدات والتقنيات لابتكار فيلم مدته دقيقة واحدة.

صقل المهارات
الإماراتية آمنة النويس، إحدى خريجات استوديو الفيلم العربي، ومخرجة الفيلم الوثائقي «أمنية» الذي عُرض في أكثر من 25 مهرجاناً سينمائياً حول العالم، حاصداً 5 جوائز دولية، قالت: أفتخر بالمشاركة في ورشة عمل «استوديو الفيلم العربي للأفلام الوثائقية»، البرنامج الذي وفر لي وللعديد من المشاركين المساحة لصقل مهاراتنا وتعميق فهمنا لصناعة الأفلام. فقد اكتسبنا من خلال البرنامج وورش العمل المرافقة، معرفة واسعة تكللت بتطبيق عملي، وفُتحت أمامنا آفاق واسعة في مجال صناعة الأفلام، وأُتيحت لنا فرصة لترجمة أفكارنا ومشاهدة مشاريعنا تبصر النور.
وتابعت: شاركت في عدة مشاريع بمجال صناعة الأفلام، واكتسبت خبرة كبيرة من خلال العمل في مواقع التصوير والتحضير للبرامج التلفزيونية، والتعاون مع مبدعين وخبراء في أعمال سمعية وبصرية. وأنا سعيدة جداً باختياري للمشاركة في تقديم ورش عمل صيفية للشباب ينظمها «استوديو الفيلم العربي».

ووصفت النويس البرنامج بأنه نقطة انطلاق حقيقية نحو مستقبل مهني مشرق للمبدعين الشباب الراغبين في تحقيق النجاح في مجال الإعلام وصناعة الأفلام.

إنجازات
قدم برنامج «استوديو الفيلم العربي»: 
* 300 خريج.
* 364 مشاركاً من 38 جنسية، بينهم 170 إماراتياً.
* فاز 20 مشاركاً بجوائز دولية، بينهم 8 إماراتيين.
* أُنتج 149 فيلماً، بينها 85 فيلماً مدتها 10 دقائق و64 فيلماً مدتها دقيقة واحدة. 
* حازت بعض الأفلام أكثر من 30 جائزة، منها «الأوسكار»، وتأهل بعضها لأكثر من 30 جائزة. 
* عُرضت الأفلام المُنتّجة 500 مرة في 290 مهرجاناً دولياً، في 39 دولة.
* 26 فيلماً منها عُرضت في مهرجانات مؤهِّلة لجوائز «الأوسكار».