الشارقة (الاتحاد)
سجّل مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، التابع لـ«نماء» للارتقاء بالمرأة، حضوراً متميّزاً خلال مشاركته في فعاليات «أسبوع ميلان للتصميم 2022»، حيث احتفى بالحرف المحلية الإماراتية في الساحة العالمية، مسلّطاً بذلك الضوء على التجربة الإماراتية في التصميم الإبداعي، من خلال مجموعات مبتكرة، أبرزها مجموعتا «الموي» و«الندّ» الجديدتان.ويهدف «إرثي» من خلال هذه المجموعات وسواها إلى صون الحرف المستدامة من التراث والمعرفة والمهارات الثقافية، وإضافة لمسة من الرقي والتفاصيل المميزة على القطع المنزلية، إلى جانب التركيز على إنشاء علاقة وطيدة ما بين الحرفيين والأسواق الحضرية. وقدّم المجلس الذي يعُتبر الجهة العربية الوحيدة المشاركة في الحدث المنعقد من 7 - 12 يونيو الجاري في مدينة ميلان الإيطالية، تصاميم جديدة عبر مجموعتي «الموي» و«الندّ»، استخدم فيها مواد مستدامة، تجمع الأصالة بالتقنيات الرقمية، بالتعاون مع مصممين من الإمارات وإسبانيا.
واستلهمت مجموعة «الموي» باللهجة الإماراتية، اسمها من «موج» بالعربية، حيث استعرض المجلس عبر المجموعة التي صممتها المصممة الإماراتية شيخة بن ظاهر والمصمم الإسباني أدريان سلفادور كانديلا، تصاميم مبتكرة تدمج حرفة التلي التقليدية. وتظهر الألوان البراقة والتصميمات المطرزة الجذابة، لتصميم سلسلة من الأدوات المنزلية باستخدام الجلد الإسباني، وتتميز بجدائل التلي المستخدمة لتزيين الأكمام وأطراف الأثواب التقليدية في الإمارات بشكل معاصر. وتأخذ الأشكال المنحنية في المجموعة شكلها من كثبان الصحراء، وتجمع بين الجلد الطبيعي ونسيج وجدائل التلي التي أبدعتها حرفيات مجلس «إرثي».
أما مجموعة «الندّ»، فتوظف التقنيات الحديثة لصنع وتشكيل وزخرفة أدوات وإكسسوارات منزلية تحمل الطابع التراثي الأصيل، إذ تستخدم تقنية التصميم البارامتري والتصنيع الرقمي لصناعة القوالب، فيما تم تشكيل الفخار من خلال تقنيات عملية الصب المائلة، وتشكل منتجات المجموعة إضافات فريدة من التحف غير التقليدية للبيوت المعاصرة. وتأتي المجموعة استكمالاً لتعاون المجلس مع المصممة الإماراتية فاطمة الزعابي في 2019، التي طورت الحرف والثقافة المحلية التقليدية من خلال إدخال المواد المختلفة والتقنيات الرقمية المتقدمة في التصميم. ويذكر أن مشاركة المجلس في «أسبوع ميلان للتصميم»، شملت تسليط الضوء على 5 مجموعات مبتكرة، وهي مجموعة «الموي»، ومجموعة «الندّ»، ومجموعة «السجادة» المستلهمة من زخارف إماراتية ونسج السجاد الباكستاني، ومجموعة «الثاية» التي تقدّم مجموعة مبتكرة من الأدوات المنزلية الممزوجة بتفاصيل حرفة السفيفة التقليدية. بالإضافة إلى مجموعة «زينوبيا» التي تتضمن مزهريات ومقاعد مستلهمة من أوانٍ استخدمتها القبائل البدوية قديماً بدمج حرفتَي التلي وتطعيم الخشب، لتشكل حواراً حِرفياً بين دول مختلفة.