خولة علي (دبي) 

يؤمن أحمد عبدالله المري بما يتمتع به من موهبة فنية وحرفية جعلته يواظب على التعاطي مع الأشياء من حوله بطريقة ابتكارية. كما أن حرصه على أعمال التصليح وصيانة المنزل، من كهرباء وخشب، أكسبه خبرة في ممارسة مختلف الحرف المهنية. ومن التحديات التي عمل جاهداً عليها، مشروع تحويل مركبة شحن «فان» إلى كرفان رحلات، حيث أثبت قدرته على تصميم وتنفيذ مساحة العمل الداخلية والتفنن في توزيع مفرداتها.

سيارات الصفيح
يقول أحمد المري: شغف العمل الحرفي وإعادة تدوير الأشياء من حولي، نشأ معي منذ الصغر، عندما كنت أصنع سيارات الصفيح كلعب أجرها، ما يجعلني سعيداً ومتحمساً لخوض تجارب جديدة. ووجود هذا الغرس في طفولتي ساهم وبشكل كبير في تميزي بين أقراني في الحصة الفنية بالمدرسة، ووجدت نفسي أكثر قرباً من هذا العالم القائم على الخيال واكتشاف مهاراتي في الإنجاز. وشكلت كلمات الإطراء التي سمعتها حافزاً لمواصلة الإبداع. وظل الشغف الحرفي يلازم المري من خلال القيام بأعمال الترميم للمنزل، وكان ينجزها بمفرده من دون الاعتماد على عمال الصيانة والتصليح. إذ إنه يؤمن بأهمية أن يتسلح الفرد بمهارات فنية حتى يستطيع التعامل مع أي عطل يطرأ، سواءً كان كهربائياً أو غيره، ما يحقق الاكتفاء الذاتي لنفسه وعدم الاعتماد على اليد العاملة لتقوم بالمهمة عنه.

أول تجربة 
الحرفية العالية التي يتمتع بها أحمد المري جعلته يخوض في عدة مشاريع ناجحة. فتحويل مركبة شحن «فان» إلى كرفان للرحالات، كانت أول تجربة له. ويصفها قائلاً: الفكرة أتت من كثرة مشاهداتي لهذا النوع من الأعمال عبر فيديوهات متوفرة على الإنترنت، عندها عزمت على شراء سيارة «فان». ثم توالت الأفكار في كيفية تصميم محتوياتها وتوزيع الأثاث لتحويلها إلى كرفان يضم الخدمات التي تحقق الراحة لمستخدميها. وقام بتجهيز «الفان» من الداخل بالأعمال الخشبية التي أعطته نوعاً من الفخامة، بالإضافة إلى تسليك الكهرباء لتوزيع الإنارة، وتزويده بالأجهزة الداخلية كالتلفاز والبراد والمواصفات المتعارف عليها في الكرفانات.

مرهق وممتع
ويشير المري إلى أن العمل على الكرفان استغرق من ساعة إلى ساعتين في أيام متقطعة، بعد عودته من الدوام، وتطلب إنجازه 6 أشهر. ويذكر أنه نظراً لكونها التجربة الأولى له في هذا المجال، فقد صاحبتها بعض العوائق، كعدم توفر الأدوات اللازمة في التعامل مع بعض تقنيات الأخشاب، وعدم توفر مستلزمات الرحلات المستخدمة في الكرفان. وقد اضطر في أحيان كثيرة إلى تصنيع بعض القطع بنفسه، فكان الأمر مرهقاً وممتعاً في الوقت نفسه.

تطلعات 
يؤكد أحمد المري أنه مع انتشار مقطورات الرحالات، نجد في المقابل غياباً للخدمات المتوفرة في المناطق السياحية المفتوحة، كالمواقف ونقاط الكهرباء وقنوات تصريف المياه العادمة. ويذكر أن وجود هذه الخدمات يسهل على الأفراد قضاء وقتهم براحة وسهولة، لذا فهو يأمل بتوفيرها من قبل الجهات المعنية، ويتطلع إلى فتح ورشة تصنيع وتحويل مركبات «الفان» إلى كرفانات مع توفير كل مستلزماتها.