واشنطن (الاتحاد) 

خيبت آمال كثيرين كانوا يعتبرونها إعلامية لامعة جداً وشجاعة، حظيت لسنوات بتقدير الجميع في الميديا الأميركية إثر تغطياتها الإعلامية المميزة للحرب في العراق وأفغانستان وموجة الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي منذ 2011. كادت تفقد حياتها مرة عام 2003 في أفغانستان عندما تعرضت عربة كانت تقلها للقصف من جانب حركة طالبان، ومع ذلك واصلت طريقها صعوداً في عالم الصحافة، خاصة عندما تكون المخاطر كبيرة. لكنها فجأة انحرفت كثيراً إلى أقصى «اليمين» السياسي.. إنها لارا لوجان، الصحفية اللامعة التي صارت حديث الإعلام والإعلاميين من كثرة تصريحاتها الغريبة، التي تطلقها بين الحين والآخر. آخرها تشبيهها الدكتور انطوني فوتشي مستشار الصحة لدى البيت الأبيض الأميركي بالنازيين.
نجحت لوجان بتصريحاتها ومواقفها المتشددة  في أن تكرس نفسها رأس حربة حقيقية لليمين الأميركي.. فهي تقول إنها تخوض الآن حملة شرسة ضد ما تعتبره ثقافة الخضوع والانصياع للتيار السائد في الإعلام الأميركي الذي تعتبره مع آخرين أسيراً لليسار الليبرالي. وبعد امتناع «فوكس نيوز» المحافظة عن استضافتها على شاشتها إثر تصريحاتها بخصوص فوتشي، تنشط لوجان التي غطت من قبل المظاهرات الحاشدة في ميدان التحرير بالقاهرة عام 2011، في الحديث إلى منصات اليمين الإعلامية مثل برنامج اسمه ليندل ريبورت الذي يتم بثه على الإنترنت. وهو عبارة عن سلسلة مدونات صوتية «بودكاست» يديرها متشككون في التطعيمات ورافضين للانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت عام 2020.
 كانت لارا قد وصلت إلى قمة الصحافة الأميركية قبل أكثر من عقد عندما صارت كبيرة لمراسلي الشؤون الخارجية في محطة سي بي إس نيوز. وكان المنتجون يشعرون دوماً بالفخر بالعمل معها باعتبارها نجمة لامعة في سماء الإعلام الأميركي والعالمي، فقد أجرت حوارات مع قائد طالبان وتابعت الثورات العربية وقامت أيضا بتغطية تفشي وباء إيبولا. لكن الآن تفضل لوجان الترويج لنظريات اليمين المتطرف مثل انتشار حالات الوفاة بسبب التطعيمات أو الإصرار على وقوع عمليات احتيال في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة. ومؤخراً قللت كثيرا من أهمية الهجوم على الكونجرس في يناير الماضي، وصارت تتبنى الموقف الروسي من الحرب في أوكرانيا بل وقارنت بين د. فوتشي وهيلاري كلينتون وبعض أسوأ قادة النازي.
اخر أعمالها هو فيلم وثائقي عن ماكينات التصويت الانتخابي يقوم بتمويله مايك ليندل الذي كان وراء انتشار الإشاعات الخاصة بالانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة. يقول عنها الكاتب جيريمي بيتيرس في نيويورك تايمز إن مسيرتها تعد من أكثر التحولات غرابة في التاريخ الحديث لصناعة التلفزيون. لقد عملت لصالح برنامج 60 دقيقة وسي بي إس إيفيننج نيوز، حيث أسهمت في مساعدة الأميركيين على فهم أبرز القضايا.. لكن تحولها إلى نجمة بارزة في عالم ميديا اليمين المتطرف الأميركي مازال لغزاً يستعصي على الفهم.