ساسي جبيل (تونس)

انطلق قبل أيام موسم جني فاكهة «حَب الملوك» في تونس، ولا سيما في محافظة سليانة شمال غربي البلاد، وتُعرف في بلاد المشرق بـ «الكرز». ولأنها ثروة مهمة، سعى ناشطون في المجتمع المدني بمنطقة مكثر إلى الاحتفال بموسمها، بعد غياب لأكثر من 12 عاماً، وأعادوا الاحتفال بمهرجانها عبر برنامج تنشيطي وتثقيفي للتعريف بخصوصياتها وتثمين مزايا منتجها. 

1881
وذكر المرشد الزراعي علي العياري، أن المساحة المزروعة تُقدر بنحو 715 هكتاراً، وأن منطقة مكثر تحتل المساحة الأكبر بنحو 450 هكتاراً في حين تتوزع باقي المساحات على مناطق أخرى مثل الكاف وجندوبة وباجة في الشمال الغربي، وزغوان جنوب غربي العاصمة تونس. وذكر أنه وحسب التوقعات سيصل إنتاج السنة الحالية إلى 6 آلاف طن. وأكد الباحث الزراعي محمد العلوي أن «حَب الملوك» من الزراعات القديمة، وتنتشر في مناطق تتأقلم مع متطلباتها المناخية والبيئية منذ القرن الرابع عشر.
وأوضح الناشط في المجتمع المدني فتحي الحمروني أن الأندلسيين جلبوا هذه الفاكهة إلى شمال غربي البلاد، قبل أن يهتم بها المستعمر الفرنسي من خلال معمّريه الذين استولوا على الأراضي منذ احتلال البلاد في 12 مايو 1881.
وقال المزارع خالد زمال: تتزين سهول منطقة مكثر باللون الأحمر لـ«حِب الملوك» من شهر أبريل من كل عام وحتى أواخر شهر يونيو. ويزرع أصحاب الأراضي أشجارهم في المناطق الجبلية ذات التربة الرملية، ما يجعلها تشتهر بإنتاج أجود الأنواع من هذه الفاكهة، وتُعتبر المنتج الأول في البلاد. وأضاف أن العاملين في جني «حَب الملوك»، معظمهم من النساء اللواتي يقطفن الثمار بعناية فائقة من الساعة 5:00 فجراً وحتى ساعة متأخرة، كما أن عملية القطاف تحتاج من 5 إلى 7 سنوات بعد زراعة الشجرة، وما تتطلبه تلك الفترة من عناية وأدوية.
وقالت يامينة الخزري، عاملة في جني «حَب الملوك»: نجمع الثمار برفق حتى لا تُتلف الأغصان، ونقوم بفرزها حسب لونها وحجمها ودرجة نضجها، حتى تزين بها الموائد.

فوائد
وذكر المتخصص في التغذية الدكتور قصي الماطري، أن لفاكهة «حَب الملوك» العديد من الفوائد العلاجية والصحية، وهي تنتمي إلى الفصيلة الحلابية. وبفضل تركيبتها الغنية بالاحتياجات الغذائية لجسم الإنسان، تُعتبر منافعها عديدة وتعالج عدة أمراض، منها المرارة وانسداد الأمعاء والملاريا. وتُعالج مرض النقرس والسعال الديكي لدى الأطفال، وآلام المفاصل والأعصاب وارتفاع ضغط الدم والحمى والالتهابات وأمراض الحلق والأذن، فضلاً عن الأرق وآثار الحروق والجروج، وتسهم في تقوية جذور الشعر ومنع تساقطه.