الكبيرة التونسي
يشكل تجمع الفنانين التشكيليين والرسامين ومصممي «الجرافيكس» ورسوم «الكومكس» والخطاطين في معارض مشتركة، حراكاً ثقافياً بصرياً لافتاً يجذب إليه عشاق الفنون. ويمثِّل جسر تواصل لأعمال نابضة بالحياة، وبانوراما ثرية لنتاج مواهب تتنوع إبداعاتهم ما بين الرسم على أغلفة الكتب وعلى الحقائب والأقمشة، والطباعة على الميداليات والأكسسوارات وسواها.
أكد فنانون تشكيليون لـ «الاتحاد»، أن الأعمال المشتركة التي تُعرض أمام الجمهور، تُعتبر منصة للترويج وإتاحة الفرصة للمهتمين بالفنون والثقافة لتبادل الخبرات، والاطلاع على أفكار جديدة ضمن أجواء إيجابية وتنافسية.
فرص ثمينة
وقالت الرسامة اليازية محمد، التي تعشق فن الرسم منذ صغرها، إنها تفضّل رسم «الأنمي»، مؤكدة أن عرضها لأعمالها مع فنانين قدامى وناشئين يكسبها ثقة في النفس ويسهم في إظهار أعمالها وسط حضور كبير. وهي ترسم «الأنمي» وتوظفه في تزيين الأكواب والأكسسوارات، بحسب الاتجاه العصري.
سارة المصعبي، فنانة تدمج بين «البوب أرت» و«الكوميكس ستايل» والتراث الخليجي، ذكرت أنها تتبع حركة فنية جريئة، برسم شخصيات من وحي أفكارها. واعتبرت أن المشاركة في معارض جماعية تضع فنانين كبار مع ناشئين يطمحون لإظهار أعمالهم، لافتة إلى أنها تعشق الأعمال التي تضيف إلى الساحة الفنية.
وتشكل المعارض الجماعية فرصة للمبدعين من أصحاب الهمم، وبينهم الموهوبة سلمى عصام عزت.
وقالت والدتها الفنانة أمل محمد السيد: إن لوحات سلمى ذات التقنية البسيطة تناسب الصغار، وتسعدنا المشاركة في معارض تجمع الشباب في تمازج جميل. وأكدت أن إعجاب الجمهور بأعمال ابنتها يمنحها دافعاً أقوى للعمل ويكسبها الثقة.
موروث ثقافي
حمدة الخاجة مصممة شخصيات كرتونية ورسوم متحركة خريجة جامعة زايد، توفر مجموعة من الأدوات كالأقلام والحقائب والميداليات، وتمزج في تصميماتها الطابع الإماراتي التراثي. أكدت أنها تستلهم من البيئة المحلية، والمنصات المشتركة تساعدها على إيصال إبداعاتها، من خلال الرسم على المطبوعات الورقية والميداليات، والأقلام، بطريقة «الأنمي».
وقالت العنود علي، التي تميل إلى رسم شخصيات من وحي خيالها، إنها طورت موهبتها على مدار 16 عاماً، لافتة إلى الترابط بين الفن والأدب، لأن كليهما يعتمد على الإبداع والتفكير.
وذكرت ميثاء سعيد الهطالي أنها تستلهم رسوماتها من الخيال، وترسم على البراويز والأقلام والميداليات و«الستيكرات» وفواصل الكتب، وتنفذ بعض الأعمال اليدوية من الخرز، ولوحات بورتريه وأخرى مستوحاة من الطبيعة. ولفتت إلى أن المعارض المشتركة تكسبها مهارات جديدة.
ابتهال جمعة الحوسني صاحبة مرسم ومعلمة فنون بصرية، اعتبرت أن المعارض الجماعية تفتح أبواب التعامل مع تجارب معبرة يمارسها فنانون ناشئون ويقبل عليها اليافعون، مثل فن «المانجا» و«الأنمي» و«الكوميكس»، فيما تحافظ فنون النحت والرسم والفخار والخط على مكانتها.
إبداع القهوة
الفنانة التشكيلية علياء سعد البازعي ترسم بشكل حي لوحاتها الكبيرة بطابع مختلف. وتستخدم أوراقاً من الكتب القديمة ترسم عليها بـ «بن القهوة»، ما يضفي على لوحاتها روحاً مميزة وشكلاً جمالياً خاصاً. ذكرت أنها تكون سعيدة عندما تشارك ضمن فضاء إيجابي وتفاعل كبير بين الجمهور ومختلف الفنانين، موضحة أن والدها الدكتور سعد البازعي، أول من شجعها على شق الطريق بسبب حسه الأدبي والفني المرهف..