أحمد عاطف (القاهرة)

تفنّن المصريون القدماء في تحنيط ملوكهم، ليأتي أحفادهم بعد آلاف السنين ويبادرون بتحنيط الأسماك المنقرضة ويعرضون أسماكاً نادرة في متحف تاريخي للأحياء البحرية بمدينة الإسكندرية شمالي مصر.

1000 نوع
ظهر المتحف لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي بجوار قلعة قايتباي التاريخية ليصبح أقدم متحف بحري في الشرق الأوسط، ويقدم لزواره مجموعة هياكل لكائنات بحرية محنطة، ومجموعة أسماك حية ونادرة، بعضها كان يعيش في البحر المتوسط والبعض الآخر في أنهار عذبة.

ومع مرور السنوات تكاثرت أنواع الكائنات البحرية في المتحف التاريخي ووصلت إلى أكثر من 1000 نوع، تزداد سنوياً، وكان آخرها قبل 4 أعوام عندما عثرت مصر على حوت ضخم نافق على أحد شواطئ الإسكندرية، فعكف العلماء على دراسته ليتضح أنه من فصيلة الزعنفة الظهرية، فتم تحنيطه.

«شمس المحيط»
يقول الدكتور حمدي عمر مدير المتحف، لـ «الاتحاد»: إن علماء متخصصين في المتحف يهتمّون بالكائنات المكتشَفة ويعملون على دراسة الأسماك وخصائصها. ويذكر أن أغرب الأنواع وأكثرها ندرة، سمكة «شمس المحيط» التي تشبه قرص الشمس. ويشير إلى أن قسم الكائنات البحرية الحية يضم أسماكاً من مختلف أنحاء العالم، بينها «سمكة بيرانا» من أميركا الجنوبية، و«سمكة الأسد» ذات الأشواك السامّة، وأسماك «البهلوان» و«الريمورا».

ويجذب متحف الأحياء التاريخي محبي الكائنات البحرية ممن لا يتمكنون من الاقتراب منها في رحلات الغوص. ويشمل عدداً من الطيور البحرية مثل النورس والعجاج والفلامنكو والبجع والبشروش، فضلًا عن هياكل عروس البحر والحفريات، ضمن محاولة لجمع أشكال الحياة البحرية في موقع واحد.