أبوظبي (الاتحاد)
عقد الملتقى التدريبي لمجلس الشباب العربي للتغير المناخي الذي ينظمه مركز الشباب العربي عشية استعدادات المنطقة العربية لقمتي المناخ العالميتين كوب 27 وكوب 28 في مصر والإمارات، حلقة شبابية لمناقشة آليات تحويل التحديات العالمية للتغير المناخي إلى عمل شبابي فاعل من أجل المناخ.
وفي جلسة بعنوان «الشباب والمناخ: من القلق إلى العمل والتأثير» استضاف البرنامج في المركز الإبداعي للشباب بدبي سعادة حنان منصور أهلي، مديرة المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بالإنابة، وإبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة لدى شركة ماجد الفطيم القابضة، رئيس المجلس المعني بالهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة، بحضور أعضاء مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، وأعضاء برنامج القيادات الشابة لأهداف التنمية المستدامة. وأدارت الجلسة ملاك عبدالله، عضو مجلس أهداف التنمية المستدامة.
وأكد سعادة سعيد النظري، مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية بمركز الشباب العربي أن البرامج التدريبية التخصصية وورش العمل التفاعلية التي يشارك فيها الشباب العربي الحريص على المساهمة الفاعلة في العمل المناخي والخبراء الذين يقدمون خلاصة تجاربهم في مجال المناخ والبيئة والاستدامة. وتشكل البرامج منصة محورية لتسريع تحقيق أهداف المنطقة العربية على مستوى استراتيجياتها الوطنية لتحقيق الحياد المناخي ومساهماتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأشاد النظري بالمشاركات رفيعة المستوى من مختلف التخصصات ومن القطاعين الحكومي والخاص في «الملتقى التدريبي لمجلس الشباب العربي للتغير المناخي» الأول من نوعه، كما نوّه بالجهود الشبابية النوعية التي تعزز الوعي بالتغير المناخي والبيئة وتمكّنها من المساهمة في الجهود الدولية لحماية مستقبل الكوكب.
وقالت سعادة حنان أهلي إن مؤشرات التنافسية العالمية تشير إلى تطور مستمر في مشاركة الشباب في التوعية والعمل لمواجهة التغير المناخي ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
وأوضحت أهلي أن إشراك الشباب في العمل المناخي يمكن تسريعه اليوم بالاستفادة من الأدوات، في مقدمتها الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بالشباب والبيانات المفتوحة المتوفرة، لتمكينهم من الاستفادة منها في تصميم مبادرات مناخية نوعية تخدم مستقبلهم وتسهم في تنمية مجتمعاتهم.
وأشارت سعادتها إلى حزمة برامج تتضمن التعليم والتوعية والمعرفة وتسهم في تحقيق الوعي المناخي على مستوى المنطقة بما فيها البرامج التي تعد الشباب ليكونوا سفراء لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
ولفتت أهلي إلى أن فعاليات «القمة العالمية للحكومات» بدبي هذا العام شهدت إطلاق استراتيجيات تحقق الاستدامة مثل استراتيجية الاقتصاد الأزرق، تقوم على تحقيق الاستدامة والاستثمارات الخضراء الصديقة للبيئة، وهذه خطوة متقدمة جداً على مستوى المنطقة توفر الفرص في الاقتصاد المتنوع المستدام للشباب وتلهم العديد من التجارب المماثلة حول العالم.
وقالت سعادتها: نفتخر بتقديم حكومة دولة الإمارات الفرص للشباب محلياً وعربياً ودولياً للمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي، ولاسيما بعد إعلان دولة الإمارات عام 2021 عن المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. ولفتت سعادتها إلى أن دولة الإمارات كانت دائماً من الداعمين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، فيما عملت القطاعات الحكومية فيها على إشراك القطاع الخاص في استحداث أقسام متخصصة بشؤون الاستدامة في عمليات الشركات وفعاليات الأعمال.
وأشارت سعادتها إلى برامج إعداد القيادات الشابة في دولة الإمارات والتي تهدف إلى تمكين الشباب بالمعرفة، لا سيما في مجال العمل المناخي، وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع قيادات عالمية وحضور محافل دولية وطرح مبادرات شبابية مبتكرة في هذا المجال. ودعت أهلي الشباب للاستفادة من البرامج الحكومية للتبادل الشبابي وبرامج المنظمات الدولية المتاحة للشباب العربي لإحداث تغييرات مؤثرة في العمل المناخي والتنموي العربي، والمشاركة الفاعلة في العمل من أجل المناخ والثقة بقدراتهم وإمكاناتهم لتحقيق التغيير الإيجابي المنشود لمستقبل الكوكب.
وقال إبراهيم الزعبي إن مجالس أهداف التنمية المستدامة حول العالم تحتاج اليوم إلى مجهود الشباب ومشاركتهم الفاعلة في كافة مراحل العمل المناخي، بدءاً من تحديد مشاكل التغير المناخي وتصميم الحلول الأمثل والأكثر قابلية للتحقق، ومن ثم تنفيذ تلك الحلول على الأرض والحفاظ على استمراريتها والمواظبة على الالتزام بتطبيقها بعزيمة وصبر ومثابرة وإرادة لا تلين، مشيداً بإشراك الشباب في مختلف مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات.
وقال الزعبي: هنالك خوف من تداعيات التغير المناخي على الغذاء والطقس وارتفاع حرارة الأرض وزيادة الفيضانات وشح مياه الشرب والجفاف والتصحر، وهنالك أيضاً وعي أكبر عالمياً بالأسباب المباشرة التي سرّعت التغيّر المناخي. وخلال جائحة «كوفيد - 19» شعر العالم بحجم البصمة البيئية، وتعلمنا أننا ننجح جميعاً ونتضرر جميعاً خلال الأزمات العالمية، سواء كانت صحية أم مناخية. وذكر الزعبي أن الكثير من الشباب العربي لديه اليوم المعارف العلمية والقدرات ليساهم في تطوير حلول مستدامة لأزمة التغير المناخي قائمة على العلوم والبيانات والمعلومات، داعياً إلى الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة والفرص المتوفرة.
وتحدثت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، عن أهمية إشراك الشباب في الاقتصاد الدائري، لتوفير فرص جديدة وآفاق واعدة لمساراتهم الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى تعزيز مرونة واستدامة وتنويع البنى الاقتصادية في المنطقة وتعزيز مصادر الدخل، فضلاً عن صون البيئة وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد دون استنزافها أو هدرها.
وأكد سعيد القرقاوي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «نيتف هوني»، أن مراعاة مقومات التنوّع الحيوي في البيئة الطبيعية لأي بلد ينعكس على استدامة نمو اقتصادها، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الموائل البرية للأنواع الحية من نبات وحيوان، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة والتنوّع الحيوي، لما فيه تحقيق التعايش الإيجابي بين الطموحات والأهداف التنموية وبين الإجراءات البيئية الفاعلة لوقف تغيّر المناخ.
ويتواصل الملتقى التدريبي الأول من نوعه الذي ينظمه مركز الشباب العربي في مجال العمل المناخي والاستدامة مع أعضاء «مجلس الشباب العربي للتغير المناخي» من 22 إلى 29 مايو 2022 في مقر المركز الإبداعي بدبي، من أجل تعزيز مهارات المتخصصين كقيادات عربية في مجال التغير المناخي بالتعاون مع الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز مشاركة الكوادر الشابة في العمل المناخي الفاعل.