هناء الحمادي (أبوظبي) 

تتوالى الإنجازات للفتاة الإماراتية في الحلم والأمل والإنجاز الذي لا يعرف الكلل، ولا تحده حدود، ويتخطى عثرات المستحيل، ليكون واقعاً وفخراً يشار إليه بالبنان.. وعند فاطمة الملا لم يكن الطموح بدراسة «الهندسة البيوكيميائية» مجرد حلم يلوح في البعيد، بل كان هاجساً حولته لواقع، حيث درست في إحدى أفضل كليات الهندسة في كلية لندن الجامعية، (أقدم الجامعات اللندنية تأسست في 11 فبراير 1826 وأطلق عليها في البداية اسم جامعة لندن) من منطلق حرص قيادتنا الرشيدة التي تشد على يد الطموحين ليقوى ساعد طموحهم، ويتسلحوا بالعلم والمعرفة من أهم الجامعات حول العالم، وهذا الاهتمام كان له الدور الكبير لتتوج فاطمة الملا بالحصول على جائزة «فخر الإمارات»، ضمن فئات جائزة محمد بن راشد للتميز الحكومي.
لا ترضى إلا بالتميز والتفوق، وطموحاتها تعانق السحاب فقد كانت من أوائل الدولة في الثانوية العامة، فقد نالت المركز الثاني على مستوى أم القيوين - القسم العلمي، وحصلت على بكالوريوس التقنيات الحيوية بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة الشارقة، وماجستير إدارة الإعمال وماجستير التقنيات الحيوية من جامعة غلاسكو البريطانية، وهي حالياً باحثة دكتوراه في «الهندسة البيوكيميائية وقيادة العمليات الصناعية» في جامعة كلية لندن (الهندسة الكيميائية من فروع الهندسة التي تستخدم مبادئ الكيمياء والفيزياء والرياضيات والأحياء من أجل استخدام وتصميم وتطوير العمليات الصناعية الكيميائية أو التحويلية بالإضافة إلى تصميم الأجهزة المختلفة مثل المفاعلات الكيميائية وأبراج التكرير والمبادلات الحرارية).

وتطوعت ضمن فريق الأبحاث الخاصة بفيروس كورونا مع هيئة الصحة العامة البريطانية، وتعمل في المركز المتطور للهندسة البيوكيميائية في كلية لندن الجامعية الذي أسهم في البحث الخاص على لقاح «أوكسفورد» بالتعاون مع جامعة أوكسفورد وشركة «استرازينيكا»، كما أنها باحثة في مجال «لقاح بلازميد الحمض الوراثي»، وأسست جمعية الطلبة الإماراتيين في كلية لندن الجامعية، وهي أستاذ مساعد في الجامعة، وتعمل حالياً مع شركة بريطانية باتفاقية مشتركة مع الجامعة على تطوير مفاعل حيوي (المفاعل الحيوي لإجراء العملية الكيميائية التي تشتمل الكائنات الحية أو المواد النشطة المشتقة من الكائنات الحية) من نوع خاص لاستخلاص «بلازميد الحمض الوراثي» بأقل ضرر ممكن، والهدف من ذلك جعل العملية أكثر أمناً، وأسرع وقتاً وأقل تكلفة، حيث سيكون الأول من نوعه للمساعدة في إنتاج اللقاح ليس على المستوى المخبري فقط، بل على المستوى الصناعي أيضاً.
ويشكل هذا الإنجاز العلمي شاهداً على تميز أبناء الإمارات في مختلف المجالات، ويعكس الدعم الكبير، الذي توفره الحكومة لهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

إنجازات
وسجل الملا حافل بالإنجازات التي لا تتوقف في رصيدها، فهي تطمح إلى الكثير من الإنجازات منها تطوير قطاع الصناعات الطبية والكيميائية في دولة الإمارات، وزيادة الإنتاج الوطني وجعل الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، ومحطات النجاح في حياة فاطمة الملا تُوج مؤخراً بالحصول على جائزة متميزة، تشعر بالفخر والاعتزاز حين كُرمت بها وهي جائزة «فخر الإمارات» التي كانت ثمرة حصاد سنين من العلم، وتقول: «أوضحت لي رؤية القيادة الرشيدة أن أعظم استثمار يقام في الإمارات هو استثمار البشر وبالأخص الشباب، وكيف أنها أولت اهتماماً كبيراً بالعلماء والباحثين ولكل من حمل على عاتقه تمثيل دولة الإمارات وإعلاء شأنها»، وتضيف: «إن إنجازاتنا تُرى وأننا لسنا وحدنا، فالوطن دائماً معنا وإن كنا بعيدين، ونستطيع حيثما كنا داخل الدولة أو خارجها أن نخدم الوطن، ونتسابق في كل الحقول والمجالات ومع الأفضلية والسباقين دائماً».

تكريم 
وعن مشاعر الفرح والتكريم تقول: «مشاعري في لحظة التتويج والتكريم لا توصف، حيث شعرت أنها كانت مكافأة «لوالديّ» اللذين أثقلهما غيابي عن المنزل سنوات طويلة سعياً لطلب العلم وحباً في مواصلة أبحاثي، وبقدر ما أسعدتني الجائزة فإنني أشعر بمسؤوليتها وأنها أمانة على عاتقي لمواصلة مسيرة التفوق، وأن أكون على قدر الأمانة التي أولتها لي القيادة الرشيدة عند تسليمي الميدالية الفخرية».

  • خلال التطوع مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي

جمعية الطلبة
وعن جمعية الطلبة الإماراتيين تذكر الملا أنها المرة الأولى التي يتم فيها تأسيس جمعية إماراتية في كلية لندن الجامعية، فبعد أن اجتمعت مع مجموعة من الطلبة الإماراتيين، وناقشت إمكانية تأسيس جمعية تمثل دولة الإمارات في المملكة المتحدة، الهدف منها المساهمة في إبراز قيم المجتمع الإماراتي، والعمل على إشراك الطلاب في مختلف الدورات والفعاليات العلمية والترفيهية، ومساعدة غير الإماراتيين ممن يرغبون في تكوين علاقات اجتماعية أو روابط عمل مستقبلية مع مستثمرين أو شركات داخل الدولة.

لمن أهدت الإنجاز؟
كشفت الباحثة الإماراتية فاطمة محمد الملا، أن أسرتها لم تكن تعرف عن فوزها بميدالية «فخر الإمارات»، إذ تلقت اتصالاً من إدارة جائزة محمد بن راشد للتميز الحكومي، قبل ساعات من تكريمها بالجائزة الأفضل في حياتها، وأهدت هذا الإنجاز لوالديها اللذين لم يتوقفا عن دعمها منذ البداية حتى اليوم، فكل ذلك النجاح بسبب دعواتهما لها دائماً بأن تكون الأولى في كل مراحل عمرها بالحياة العلمية.

متطوعة
فاطمة الملا المبتعثة الإماراتية في كلية لندن الجامعية، تطوعت للعمل مساعدة تمريض في أحد المستشفيات في لندن، إضافة إلى تفانيها بالعمل متطوعة للاستجابة للأزمات، حيث قضت 113 ساعة عمل تطوعية خلال مكوثها في بريطانيا.