هناء الحمادي (أبوظبي)

تشكل الكوادر العاملة في القطاع الصحي بالدولة نماذج رائدة في العطاء الإنساني فهم يقفون عيناً ساهرةً في خطوط الدفاع الأولى، في مستشفيات الدولة، وفي وحدات الفحوص والاختبارات، ونقاط التوعية الصحية، حرصاً على سلامة أفراد المجتمع، يعملون بصمت طوال شهر رمضان الكريم متحملين الأعباء والمسؤوليات الملقاة عليهم من أجل صحة الجميع وسلامتهم.

رد الجميل 
أحد جنود خط دفاعنا الأول الدكتور عمر الهاشمي قائد فريق في مركز التحكم والسيطرة في دبي، طبيب أسنان، تخرج من جامعة الشارقة عام 2016 سنة ومن بعد سنة الامتياز عمل في هيئة الصحة في دبي. وقال إن سير عمله في رمضان لا يختلف عن الأيام الأخرى، فحب العطاء والالتزام بمتطلبات العمل كفيلة أن يتطلب الأمر منه أحيانا الاستمرار حتى ساعات متأخرة من أجل صحة وسلامة وشفاء المريض، ولا يعنى شهر رمضان المبارك عنده أن يتقاعس الموظف عن أداء عمله، بل يجب أن يمد يد المساعدة والتخفيف من آلام المريض في شهر الخير.

دور الأسرة
وقال: أسرتي الدافع الأول لمسيرتي العلمية والعملية، فأفرادها سر نجاحي، ولهم الأثر الكبير فيما وصلت إليه في حياتي، حتى اليوم، كما كان لزملاء العمل الفضل في نجاح الفريق خلال العمل بشهر رمضان كخلية نحل نعمل بلا توقف، الجميع يساند ويسهم ويشارك ويعطي من وقته في سبيل سير العمل ومساعدة من يحتاج إلى العون النفسي. ويواصل الدكتور عمر الهاشمي عمله في الشهر الفضيل بين طب الأسنان وكقائد فريق مركز التحكم والسيطرة مضيفاً «حبي لعملي يفرض  المواصلة بأكمل وجه مع المرضى ومعالجتهم، وفي الوقت ذاته متابعة سير العمل مع الفريق، وتحمل مسؤولية أب تنتظره «طفلته الصغيرة» وزوجته.

مذاق مختلف
وأكد أن سعادته هي عندما يرى أفراد أسرته الصغيرة بصحة وعافية، وكذلك والديه وسط أجواء رمضانية ولمة عائلية تعلوها الحوارات والنقاش حول الكثير من المواضيع الهادفة خلال الشهر الفضيل. ويقول «العمل في هذه الفترة له مذاقاً مختلفاً فالمرضى بعد الإفطار يتوافدون على العيادة للعلاج، وهنا يتطلب منى الأمر التركيز في العمل وسرعة الإنجاز وتقديم المساعدة والراحة خاصة لمرضى الأسنان الذين يعانون آلاماً كثيرة بسبب التهاباً ما أو تسوسا في الأسنان مما يشكل أحياناً عند بعضهم صداعاً وإزعاجاً لا يتوقف إلى أن يتم العلاج.وأضاف الهاشمي «هناك الكثير من المواقف التي مررت بها مع المرضى وكنت جزءاً من راحتهم عند علاج أسنانهم وتخفيف آلامهم. 

قراءة القرآن
خلال شهر رمضان ومع ساعات العمل، لابد أن يستغل الإنسان التقرب إلى الله من خلال الإكثار من العبادات والطاعات فهو شهر الرحمة والمغفرة، لذلك كلما سنحت لي الفرصة تتسارع خطواتي لقراءة سورة من سور القرآن الكريم للأجر والثواب وفرصة لمزيد من الحسنات في شهر الخير.

تجمعات الأهل
نصيحتي لأفراد المجتمع من واقع تجربتي الميدانية رغم أن هذا الشهر الفضيل هو وقت التجمعات ومشاركة الأهل كل تفاصيل شهر رمضان فإنه لا ننسى الاحترازات الوقائية التي تعد في غاية الأهمية لذلك لابد من الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة حفاظاً على حياة وصحة الآخرين.

ذكريات
الهاشمي كان له بصمة إنسانية خلال أزمة كورونا حيث لم يتوقف عن تقديم الدعم تلك الفترة مسترجعا تلك الأيام في الشهر الفضيل مؤكدا أنها كانت أياماً مختلفاً عن السنوات الماضية قبل الجائحة ويقول «منذ اللحظة الأولى لم أتوان في تلبية النداء ورد الجميل للوطن بالالتحاق بخط الدفاع الأول خلال الجائحة،حيث تحملت المسؤولية بكل تفاني وفي ظرف استثنائي، ورغم الصعوبات كرست كل همي في مساعدة الناس والتخفيف عنهم ومتابعة حالاتهم.
وقال: بحكم عملي كقائد فريق في مركز التحكم والسيطرة لم يكن الأمر سهلاً، بل يحتاج إلى الكثير من المتابعة المستمرة مع فريق العمل، يضيف «شاهدنا الكثير من الحالات وساعدتهم في تعدى تلك المحنة بالتكاتف والتعاون فيما بيننا، بينما «عائلتي» فكان الشوق ينتابني تلك اللحظة فمع ضغوط العمل والمتابعات التي لا تتوقف فرضت علينا الظروف البقاء مع زملاء العمل من أجل مصلحة الآخرين، والاعتناء بهم وبصحتهم حتى قد تصل ساعات العمل حتى 12 ساعة متواصلة وأحياناً 18 ساعة، لكن كل ذلك يهون من أجل تلبية نداء الإنسانية لكل من يحتاج إلى الاهتمام والرعاية.