تامر عبد الحميد (أبوظبي)
«المطوعة سلطانة».. هو الدور الذي تظهر به الممثلة القديرة حياة الفهد على جمهورها هذا العام، لتستمر في نهجها خلال مسيرتها الفنية الطويلة بتقديم القضايا الاجتماعية المهمة، التي تهم كل شرائح المجتمع، وذلك من خلال مسلسل «سنوات الجريش» الذي تدور أحداثه في فترة الحرب العالمية الثانية والأحداث التي ترتبت على دول الخليج من خلالها حقبة 1940، والتي تسببت بها دول المحور من قطع لطرق التجارة البحرية ومنع وصول البضائع من الهند التي كانت تحت سيطرة بريطانيا، مما أدى ذلك إلى مجاعة كبيرة اعتبرت أشهر أزمات العرب في بداية القرن العشرين.
«سنوات الجريش» من تأليف محمد النابلسي وإخراج مناف عبدال، واستطاعت الفهد بإمكاناتها التمثيلية العالية، بحركاتها الجسدية وأدائها المحترف وانفعالاتها العفوية، بنقل الجانب الإنساني لأحداث تاريخية ضمن رواية درامية شيقة، فما بين ليلة وضحاها تتبدل الأحوال، خصوصاً مع نشوب الحرب العالمية الثانية، التي تصل إلى الخليج، وتتسبب الألغام في إيقاف الناس عن أعمالهم، وخاصة الصيد، فيقرر «غيث» ابن «المطوعة سلطانة» السفر، لكنها تنتظر عودته طويلاً.
«ستنتهي الحرب ويتصافح القادة وتبقي المرأة تنتظر ولدها الشهيد».. هذه العبارة المقتبسة من إحدى قصائد الشاعر محمود درويش، والتي كتبت على ملصق المسلسل، تظهر الرسالة الحقيقية للعمل ولشخصية «المطوعة سلطانة» التي شهدت الكثير من المرار، بسبب الحروب المأسوية والمدمرة، لاسيما أن هذه الحروب عندما تنتهي يكون المتضرر الوحيد هم الشعوب، والأمهات والآباء والأطفال.
قصص وقضايا إنسانية تعرضها الفهد في أعمالها الدرامية، وجاء التميز في «سنوات الجريش» أنها استعرضت رحلة إلى الماضي، تروي فيها للمشاهد قصة من الواقع لتقول للأبناء والأحفاد من خلالها أن حياة الأجداد لم تكن سهلة، وإن الحروب مأساة على البشرية.