كشف علماء معلومات عن المتحور الفرعي الجديد من فيروس كورونا المستجد الذي سبب ارتفاعا للإصابات في الولايات المتحدة مؤخرا. ونقل موقع «ميل أونلاين» الإلكتروني أن السلالة الفرعية «BA.2.12.1» تشكل بالفعل خمس الحالات في الولايات المتحدة. لا يُعرف الكثير عن السلالة الجديدة من الفيروس. لكن يعتقد أنها تتمتع بقدرة على العدوى تصل إلى 27 في المائة، مقارنة بالمتحورة BA.2، والتي هي في حد ذاته سلالة فرعية من أومكرون. ويصر باحثون مرموقون على عدم وجود دليل على أن السلالة الفرعية الجديدة «BA.2.12.1» أكثر حدة من سابقتها المعتدلة. وقال خبراء بريطانيون لموقع «ميل أونلاين» إنهم غير قلقين من ظهور هذه السلالة الفرعية بسبب المستويات العالية من المناعة في المملكة المتحدة في أعقاب الطفرة المحلية الأخيرة. وقالت هيئة بريطانية تحلل العينات الإيجابية بفيروس كورونا إن المتحور الجديد اكتشف لأول مرة في مسحة أنف (PCR) مأخوذة يوم 23 مارس الماضي. وأظهرت البيانات المنفصلة من موقع متخصص يجمع المعلومات أن خمس حالات إصابة فقط بالمتحورة الجديدة اكتشفت في المملكة المتحدة حتى الآن. ويشير الموقع الإلكتروني إلى أن الحالة الأولى اكتشفت في أسبوع 21 مارس وآخر حالة كانت في أسبوع 4 أبريل الجاري. لكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للبريطانيين المصابين بهذه السلالة الفرعية أعلى. تشير قاعدة البيانات الدولية إلى اكتشاف أول حالة من المتحورة الفرعية BA.2.12.1 في كندا في أسبوع 17 يناير الماضي. كما رصدت السلالة الفرعية الجديدة في أستراليا ولوكسمبورغ بعد أسبوع من كندا، قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة. وتشير بيانات التسلسل أيضًا إلى أنها رصدت في إسرائيل والدنمارك والنمسا. يأتي ذلك في الوقت الذي اعترفت فيه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أمس، بوجود متحورة BA.2.12.1 في تقريرها الأسبوعي لمراقبة الفيروسات في الولايات المتحدة لأول مرة. وصنفت المتحورة الفرعية BA.2.12.1 في الولايات المتحدة على أنها «سلالة مثيرة للقلق»، حيث تمثل 19 في المائة من الحالات. تنتشر هذه السلالة الفرعية في نيويورك ونيوجيرسي، حيث تشكل 52.3 في المائة من الحالات، وتزايدت الإصابات بنسبة 66 في المائة على أساس أسبوعي. ومع ذلك، لا تزال سلالة BA.2 هي السلالة السائدة في بقية أنحاء الولايات المتحدة، حيث تمثل حوالي ثلاثة أرباع الإصابات. وقال البروفيسور بول هانتر، عالم الأوبئة بجامعة «إيست أنجليا» إن «من السابق لأوانه القول» ما إذا كانت السلالة الفرعية BA.2.12.1 ستتفشى في المملكة المتحدة. وأضاف أن الأمر سيتوقف على ما إذا كانت السلالة أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات الأخرى. وأوضح البروفيسور هانتر «أنا شخصيًا أشك في أن المناعة الحالية بعد عدوى أوميكرون الأخيرة ستكون عالية نسبيًا. لكننا سنحتاج إلى رؤية ما سيحدث خلال الأسابيع المقبلة». بدوره، قال البروفيسور لورانس يونغ، عالم الفيروسات في جامعة وارويك «يبدو أن المتحور الفرعي BA.2.12.1 أكثر عدوى من المتحورات السابقة، وينتشر بسرعة في أجزاء من الولايات المتحدة». وأشار إلى أنه «لا يوجد دليل على أن هذا المتحور الفرعي أكثر ضراوة من المتحورات الأخرى. ومع ذلك، سيكون من الخطأ افتراض أن المتغيرات الجديدة ستكون أقل عدوى وأقل خطورة. وقال يونغ إن ظهور متحورات جديدة «يؤكد حاجة الناس إلى البقاء يقظين وعدم تجاهل تدابير الصحة العامة»، مثل ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتهوية المناطق الداخلية والتركيز على التلقيح على المستوى العالمي. وقال البروفيسور يونغ إن هذه الإجراءات «ضرورية للحد من انتشار الفيروس». وحذر من أنه «لا مفر» من ظهور متحورات جديدة مع استمرار الفيروس في الانتشار والتكاثر،«لا سيما في الفئات السكانية التي لم يتم تطعيمها بشكل كافٍ» ضد مرض كوفيد الناجم عن العدوى بالفيروس. وأضاف أن هذه المتغيرات «ستظل تهديداً مستمراً حتى لتلك البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة».