القاهرة (الاتحاد)

للعام الثاني على التوالي يتعامل كريم عبد العزيز مع «زكريا يونس» ضابط الأمن الوطني من خلال مسلسل «الاختيار3 - القرار»، بكون الدورين باعتبارهما كياناً واحداً مشتركاً لا ينفصلان عن بعضهما، نظراً لتوحده مع الشخصية، واعتباره أنه يقدم عملاً توثيقياً وليس مجرد عملاً درامياً، لذلك فهو يتعايش مع حالة التوتر والترقب التي كانت تعيشها الأجهزة الأمنية وقياداتها في ظل حكم الجماعة الإرهابية، مرحلة شابها الألم على رحيل أصدقاء العمر وتحمل ترقباً وانتقاماً من هؤلاء الذين بات غدرهم يخطف الزملاء والأصدقاء واحداً تلو الآخر.
وقدم «كريم عبد العزيز» شخصية ضابط الأمن الوطني، الإنسان في المقام الأول، فقد حول الشخصية من مجرد كلمات في سيناريو وحوار إلى شخصية من لحم ودم، بتركيزه على الجوانب الإنسانية والنفسية فيها، قدم عشرات المشاعر المختلطة، ما بين حبه لوطنه وعلاقاته الإنسانية بزملائه  الذين استشهدوا في معركة الوطن ضد الإرهاب.
نجح «كريم» أن يقنع الجمهور كعادته مع كل شخصية يقدمها بأنه ضابط حقيقي يواجه إرهاب الجماعات المتطرفة ضد الوطن، وفي تقديم شخصية الضابط «زكريا يونس» بثبات وجدية ملماً بكل تفاصيل الشخصية وممسكاً بأبعادها النفسية والجسدية، ليصل لحالة من التوحد والنضج معها، وقد تميز في تقديمها، وهي التي من المفترض أن تكون خشنة خاصة أنه يتعامل مع مجرمين وإرهابيين، إلا أن خفة ظله وقفشاته الكوميدية وأفيهاته كسرت خشونة الشخصية، وأضافت للدور حضوراً كبيراً على الشاشة، جعلت الجمهور يقع في غرام «زكريا يونس»، وهذا لا يقدر عليه إلا ممثل يمتلك حضوراً قوياً على الشاشة يستطيع إقناع المشاهد أن يصدقه في مشاعره
كريم عبد العزيز مع دور «زكريا يونس» في الجزء لثالث يؤكد صعوبة الشخصية بمراحل أكثر عمقاً لكونها هذه المرة تلعب على الجانب النفسي والعصبي والضغط الذي كان يعيشه القطاع الأمني هذه الفترة «حكم الإرهابية»، ومحاولة الضغوط واستخدام أذرعهم للتخلص من القيادات المخلصة التي تحاربهم كما يحدث مع «زكريا يونس».
وفي الجزء الثالث يظهر كريم عبد العزيز بأداء مختلف يلعب على لغة العقل التي تطلب استخدام تعبيرات معينة في الوجه ولغة العينين، يطهر ذلك في مشاهد متنوعة على اختلاف مضمونها أبرزها تأزمه وانفعالاته في محاولة تعطيل عمله بالاستمرار في البحث عن العناصر الإرهابية، وغيرته الشديدة على الوطن، وعلى الجانب الآخر يبدو عليه ملامح الحذر والترقب وقراءة المستقبل في نظرات عينيه. 
يظل كريم عبد العزيز «الجوكر» يحصد النجاحات من عمل إلى آخر، ويتوحد مع أدواره ببساطة وتلقائية المواطن العادي مما يجعله محتفظاً بصدارته دائماً.