القاهرة  (الاتحاد) 

يأتي حضور خالد النبوي هذا العام من خلال مسلسل «راجعين يا هوي»، الذي يعد ثاني نص يقدمه من تأليف الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، بعد أن كانت الأولى من خلال مسرحية «البحر بيضحك ليه» عام 1990، إثر تخرجه في معهد الفنون المسرحية، وشكلت مدرسة ثانية له بعد التخرج، لأنه كان يقوم بتحضيرات كثيرة ومناقشة السيناريو بشكل مطوّل، وقد تعلم الكثير من أسامة أنور عكاشة والمخرج محمد فاضل، والممثلين الكبار يحيى الفخراني، وصلاح السعدني، وصفية العمري، حينما شاهد عكاشة فيلم «المهاجر» طلب منه تمثيل عمل من كتابته، ولكن لم تتح الفرصة له ورحل عكاشة، ولم يخطر بباله أن تأتي هذه تجربة راجعين يا هوي بعد كل هذه السنوات. 
خالد النبوي يرى أن أجمل ما في بليغ أبو الهنا، زهده في كل شيء، ولعل الأمر الوحيد الذي ليس زاهداً فيه هو الناس الذين يحبهم، وسيخوض صراعاً ضد رغبته، لذلك أخذ وقتاً طويلاً في قراءة السيناريو ومناقشات لفهم لشخصية وكيف ستقدم وحتى أول يوم تصوير كان خالد قلقاً، لكن بعد أن تقمص الشخصية عاش معها كأنها هو، وقمة إبداع خالد النبوي أنه عندما يقدم دوراً مستحيلاً تتخيل أحداً آخر غيره في الدور.
يطرح «راجعين يا هوي» حكاية «بليغ أبو الهنا» العائد إلى مصر بعد سنوات من الغياب، ليبدأ بمواجهة كيفية سداد ديون طائلة عليه، نتيجة خسائر تجارته في أوروبا، فيحاول استعادة حقه في الميراث من ورثة أخيه المتوفي، الذين تشتعل بينهم الكراهية والضغائن، لكن دخوله في حياتهم يجعله يواجه مهمة أكثر صعوبة تتمثل في كيفية لم شمل العائلة بالحب والتآخي مجدداً، في الوقت نفسه، تعود إلى الظهور قصة حبه القديمة مع فريدة، ويدخل تجربة عاطفية جديدة مع الدكتورة ماجي. 
المتابع لمشوار خالد النبوي يتأكد أنه الأكثر موهبة على الإطلاق بين أبناء جيله، فقد أظهر في الأعمال والأدوار التي يقدمها قدرته الفائقة ليس على مجرد التقمص للدور فقط، بل يصل إلى درجة المُحاكاة وهي الجزئية التي لا يبدع فيها إلا الموهوبون، وقد وصفه النقاد بأنه ممثل هوليودي ضل طريقه إلى الدراما المصرية. 
الحلم عند النبوي لم يتوقف لحظة، ينبع من ثوابت وجذور راسخة، حيث يقول دائماً: أنا ابن مجتمعي.. ابن نجيب محفوظ، سيد حجاب والأبنودي وبهاء طاهر اقتربت منهم وتعلمت، أنا ابن هيكل ومحمود عوض وبيننا جلسات كثيرة، أنا ابن نور الشريف، ومحمود ياسين، ومحمود عبدالعزيز، وأحمد زكي، ويوسف شاهين، أنا ابن هؤلاء وهم ثروة حقيقية علينا أن نعيها، وأريد أن أستمر بهم ومعهم وأساهم كفنان بشيء يقفز بنا إلى الأمام، فالفنان يعكس مشاعر وأفكار وأحاسيس الناس، لكن عليه أيضاً ألا يستعجل الناس في استيعاب ما يفعله.