خولة علي (دبي)
بكل تحد وإرادة تقود خلود نور «مستجيب طوارئ»، سيارة الإسعاف للوصول إلى قلب الحدث، مدركة أن دورها الإنساني ومسؤوليتها تجاه وطنها، يجعلها دائما متأهبة ومستعدة عند أول نداء وبلاغ عن حالة ما، وبنفس شجاعة وهدوء أعصاب وسرعة بديهة، تقف على مختلف الحالات التي يتطلب منها التدخل السريع، لتنقلها بسرعة، متجاوزة عوائق الطرق ومصاعبها لتأخذ الحالة بكل أمان إلى المشفى.
رحلة يومية فيها الكثير من المشاهد والمواقف المؤلمة إلا أن خلود نور بمثابة البلسم الشافي واليد الحانية لتلك النفوس الوجلة من وقوع الحدث عليها.
عن مهمتها تقول: عملت في مؤسسة إسعاف دبي منذ تسع سنوات كسائق سيارة إسعاف، والآن «مستجيب طوارئ»، وطبيعة عملنا تتطلب منا الكثير من الجهود النفسية والبدنية، حتى نكون أكثر قوة في تجاوز ما يمر علينا من مواقف ومشاهد مؤلمة قد لا يقوى البعض عليها، ولكن مهمتنا ومسؤوليتنا تحتم علينا الثبات والقوة لتحقيق واجبنا تجاه مختلف الحالات المرضية.
وأضافت: السياقة فن قبل كل شيء، لكن طبيعة العمل على سيارة الإسعاف فيها بعض التحديات منها قدرة السيطرة على المركبة والتعامل معها باحترافية خصوصا في الأماكن المزدحمة التي تتطلب سرعة بديهة والسياقة بحذر شديد، وقد يتطلب الأمر أن تنطلق سيارة الإسعاف متجهة إلى موقع الحادث بسرعة فائقة تصل إذا لزم الأمر 160 كيلو متراً في الساعة في الشوارع المفتوحة، فالتأخير يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وقد يسبب الوفاة، وبالرغم من مخاطر السرعة ولكن إنقاذ الحالة هي غايتنا، ولقد تلقيت الكثير من الدورات التدريبية المتخصصة في كيفية التعامل مع مختلف الحالات النفسية والجسدية، وتقديم العلاجات المناسبة لها.
أولى خطوات العلاج
وتمتلك نور دراية ومعرفة بعدة لغات فلم تواجه أي صعوبة في التعامل مع مختلف الثقافات والجنسيات التي تصادفها أثناء تقديم خدمة الإسعاف، وعن ذلك تقول: تمكني من عدة لغات جعلني أكثر قدرة في التعامل معهم وفهم مشكلة الحالة والعمل على طمأنتهم، وهذه الخطوة هامة جداً خصوصا في حالة الهلع والخوف، الذي ينتاب بعض الحالات جراء الحادث وغيره، وهذه تعتبر أولى خطوات العلاج في خفض مستوى التوتر والقلق والتعامل مع الحالة بهدوء تام.
وتشير نور إلى أن رحلة العمل اليومية فيها الكثير من التحديات التي يواجهها مستجيب الطوارئ خصوصا الوصول إلى الحالة في أسرع وقت، والتعامل معها بالطريقة المثلى وإذا لزم الأمر نقلها إلى المشفى، لتقلي العلاج إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، أما في الحالات البسيطة يمكن أن يتم علاجها في الموقع نفسه في سيارة الإسعاف المزودة بكافة اللوازم الطبية الضرورية لتقديم الخدمات العلاجية المناسبة.
وعن طبيعة العمل وساعاته في رمضان توضح نور أن العمل في الشهر الفضيل عبادة، وقد يصادف خروجنا إلى موقع الحادث في وقت الإفطار، وعادة ما نحمل وجبة الإفطار معنا ونتناولها إذا سنحت لنا الفرصة بذلك، وبكل تأكيد فإن أجواء رمضان جميلة ويحب كل منا أن يقضيها مع أسرته وعلى مائدة الإفطار العائلية، ولكن الأجمل أيضا أن تقف على مساعدة الناس في مختلف الظروف التي قد يتعرضون لها في الشارع أوحتى في مقر سكنهم.
وتؤكد نور دعم أبنائها لها واعتزازهم بما تقوم به من عمل إنساني، وتشجيعهم الدائم لها على مواصلة العمل حتى في ساعات رمضان.
نصائح هامة
تنبه نور السائقين إلى أنه عند الإحساس بأي مشكلة صحية أثناء القيادة بضرورة التوقف فوراً والاتصال بخدمة الإسعاف، لأن أبرز الحالات التي كشفت عنها كانت مصابة ببداية جلطة، فيجب عدم الاستخفاف بالأمر نهائيا حتى لا يعرض الشخص نفسه والآخرين للخطر، وتحذر من ترك الأطفال في السيارة أثناء النزول للتبضع وغيره، مشددة على أهمية عدم تجاهل هذا الأمر نهائياً لسلامة الأطفال. وشددت خلود نور على أهمية عدم التجمهر في موقع الحادث فهذا الأمر يؤدي إلى شلل حركة الإنقاذ والمساعدة والوصول إلى المصاب بسرعة وجيزة، وأيضاً إعطاء سيارات الإسعاف أولوية المرور، فهذه مسؤولية مجتمعية وخدمة للإنسانية