أحمد مراد (القاهرة)
خلال فصل الربيع، يتردد بين الحين والآخر في بيانات ونشرات الأرصاد الجوية مصطلح "المنخفض الخماسيني" الذي عادة ما تصاحبه أحوال جوية غير مستقرة تشهدها بعض الدول العربية.. فما هو "المنخفض الخماسيني"؟

تتشكل المنخفضات الخماسينية مع حلول فصل الربيع، وتمتد على مدى 50 يوماً، وبالتحديد خلال الفترة من 21 مارس إلى 10 مايو من كل عام، وتتسبب في ظروف جوية سيئة للغاية، حيث إنها تؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وزيادة تركيز الغبار في الأجواء، فضلاً عن أنها قد يرافقها تأثير كتلة هوائية باردة في نهايتها تعمل على انخفاض الحرارة، وربما هطول الأمطار.

تنشأ المنخفضات الخماسينية في الجزء الشمالي من قارة أفريقيا، وتحديداً في الصحراء الكبرى في وسط الجزائر ووسط ليبيا، وبسبب مسارها في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية فإنها تحمل معها الحرارة والأتربة والرمال خلال طريقها من صحراء أفريقيا إلى بلاد الشام في الشرق.

يؤدي ارتفاع درجة الحرارة في الصحراء الكبرى إلى انخفاض الضغط في بؤرة معينة من الصحراء، ومن ثم تهب عليها الرياح من كل مكان، وتبدأ هذه الرياح بالدوران حول هذه البؤرة باتجاه عكس عقارب الساعة، ثم تزحف هذه المنخفضات وهي محملة بالغبار والأتربة والرمال ناحية الشرق وشمال الشرق، وتكون موازية لساحل البحر الأبيض المتوسط، حتى تصل إلى بلاد الشام وشمال المملكة العربية السعودية. 

عند اقتراب المنخفضات الخماسينية من البحر، تتلاشى تماماً بسبب غياب عامل التسخين، وهو السبب الرئيسي في حدوثها وتشكلها، حيث تتشكل هذه المنخفضات نتيجة التسخين الشديد لسطح الأرض، الأمر الذي يسفر عنه انخفاض في كثافة الهواء الموجود فوقها. وبالتالي، يرتفع الهواء للأعلى ويقل الضغط، ويبدأ الهواء بالتجمع من مناطق الضغط المرتفع في اتجاه مناطق الضغط المنخفض.

يُعد ما يُعرف بـ"رياح الخماسين" أبرز وأشهر الظواهر الجوية المصاحبة للمنخفضات الخماسينية.