محمد قناوي (القاهرة)

أكدت الهام شاهين أنها شعرت بالقلق الشديد من شخصية «أم جهاد»، عندما عرضت عليها تقديمها في مسلسل «بطلوع الروح»، وأنها لم تتمكن من النوم يوم أن بدأت في قراءة السيناريو لأول مرة، حيث تعتبر هذه الشخصية أغرب دور قدمته.
وأكدت الهام شاهين أن مسلسل «بطلوع الروح» عمل درامي يجري تقديمه في توقيت مهم جداً في ظل الظروف التي مرت بها منطقتنا العربية، وأوضحت أن ما حدث من شائعات على عدم عرضه أمر طبيعي نتيجة لما يتناوله العمل، مجددة تأكيدها أن التأجيل إلى النصف الثاني من موسم دراما رمضان بسبب عدم الانتهاء من تصوير العمل.
منذ أن قرأت الدور، لم أتمكن من النوم بصورة طبيعية من شدة القلق، بسبب الشخصية التي أقدمها في المسلسل، ولأول مرة أشعر بالقلق إلى هذا الحد عندما أقرأ عملاً، ولعلها أغرب شخصية ألعبها في حياتي بعد أكثر من 100 فيلم وأكثر من 50 مسلسلاً، مشيرة إلى أن العمل فنياً، مصنوع على أعلى المستويات من جهة الكتابة والديكورات والممثلين، وقالت إنها تقدم خلال المسلسل شخصية «أم جهاد»، وهي قائدة «لواء الخنساء»، أي أنها زعيمة «داعش» النسائية، امرأة تعتبر نفسها مقاتلة، وهي قوية الشخصية وعنيفة وتنفذ ما تقول.

«أم جهاد» 
 ولفتت إلى أن الدور معقد يحمل في سياق العمل رسائل أخلاقية وفكرية هامة للمشاهد، فـ «أم جهاد» ستتعاطف بداية مع «روح» التي تلعب دورها الممثلة منة شلبي كونها مصرية، إذ تعتقد أنها آتية بإرادتها للتطوع في (داعش)، لكنها ستكشف عن وجهها الحقيقي عندما تعلم أن «روح» تم استدراجها إلى هذا المكان، وأنه لم يكن خيارها الشخصي». 
ضجة مفتعلة 
وعن رؤيتها للضجة التي أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن المسلسل، فتقول: ضجة مفتعلة ويقف وراءها البعض على الـ«سوشيال ميديا»، فقد تم الهجوم عليَّ وعلى المسلسل قبل أن يبدأ عرض حلقات العمل ولا أحد يعرف الدور ولا الحكاية، وقد توقعت أن الدور سيحدث ضجة كبيرة، لكن بعد عرضه، وليس بمجرد صورة فوتوغرافية، لقد تعرضت للهجوم لأنني ارتديت زي معين، وهذا ليس من اختراع المسلسل، بل أحضرنا صور «داعشيات» حقيقيات.

تهديدات بالقتل
وتحدثت إلهام شاهين عن مدى صحة تلقيها تهديدات، فقالت: لم يصلني شيء كهذا، عموماً أنا لا أخاف، أحب فني، ولا أخشى المناطق الشائكة، فهذه هي شخصيتي، وأعترف أنني أكره هذه الشخصية، ولكنني أقدمها بحب.
وعما إذا كانت تخشى أن يحب البعض الدور فيأتي بنتائج عكسية؟ قالت الهام: أعتقد أنه من الصعب أن يتعاطف الجمهور مع هذه الشخصية أو يحبونها، وليس معنى الإجادة أن يقع الناس في حب الشر، فلا يوجد دين يقبل بالعنف، وأنا أكره كل أنواع التطرف.

قضايا المرأة 
وكشفت «إلهام» عن اهتمامها الملحوظ بقضايا المرأة في أعمالها، وهذا ما يدفعها دائماً للتركيز عليها من خلال أعمالها، ولإيمانها الشديد أيضاً بدورها في المجتمع وتأثيرها في الحياة وفي جميع المجالات.
وعن العمل مع المخرجة كاملة أبو ذكري، وهل قبلت الدور لثقتها فيها فقط؟ أضافت، أنا بالفعل أحب كاملة وأثق فيها، لأنها مخرجة دقيقة وتدرس كل التفاصيل بدقة شديدة، والدور عرض علي من خلالها فقط، وليس من جهة أخرى، لذلك لم أتردد. وعن سر قبولها المشاركة في بطولة مسلسل رمضاني تدور أحداثه في 15 حلقة فقط، ورأيها في فكرة المسلسلات ذات عدد الحلقات القليلة، أوضحت أن مسلسلات الـ 30 حلقة فكرة تم اللجوء إليها من أجل دراما رمضان وكانت تطالب أن تقتصر على هذا الموسم فقط، مشيرة إلى أهم الأعمال التي قدمتها ولم تصل إلى 30 حلقة، مسلسل «نصف ربيع الآخر» مع المخرج يحيى العلمي والكاتب محمد جلال عبدالقوي والنجم يحيى الفخراني، وكان من 17 حلقة. 

غياب
كشفت إلهام عن سبب ابتعادها لسنوات عن الدراما الرمضانية، ثم عودتها بمسلسل «بطلوع الروح»: اقتناعي بالعمل سر قبولي له، لأنني لو أمامي عمل لم أقتنع به فلن أقدمه، لأني «لست موظفة»، وليست وظيفتي كممثلة أن أظهر كل سنة في توقيت معين بعمل ما، فقد كنت أقدم كل عام عملاً جديداً، ولكن باقتناع، وعندما لم أجد أدواراً تناسبني، قلت لن أعمل.
وحول رؤيتها للمنافسة في الماراثون الرمضاني أكدت أنها لا تهتم بفكرة المنافسة، وترى نفسها في اتجاه بمفردها، وتقدم العمل الذي تقتنع به فقط، لأنها تقدم عملاً للفن، وليس كل الفن مكسباً مادياً، ولا أشغل نفسي بفكرة التنافس، وأفكر فقط في الفكرة. 

«بنات صابرة»
عن أعمالها السينمائية المقبلة، قالت: كنت أحضر لفيلم بعنوان «بنات صابرة»، لكن عندما ارتبطت بمسلسل «بطلوع الروح» قررت أن يجري تصوير الفيلم بعد عيد الفطر حتى يأخذ كل عمل حقه تماماً، والفيلم يناقش قضية مهمة جداً في المجتمع العربي، وهي زواج القاصرات، وهو توعية للفتيات والأهالي.

أشعر بالرضا
قالت إلهام شاهين: بالتأكيد.. أشعر بالرضا عمَّا قدمته خلال مشواري الفني، وفخورة به تماماً، لأنني قدمت العديد من الأعمال الفنية القيمة التي ستظل علامة في تاريخ السينما والدراما، ولهذا فأنا حريصة دائماً على انتقاء أعمالي وأن أقدم ما اقتنع به، مهما كلفني ذلك من جهد وعناء أو غياب، لأنني أحترم جمهوري.