نيويورك (الاتحاد)

خلال أسابيع قليلة ينطلق صاروخ جديد في عالم الإعلام الدولي لمنافسة كبريات الصحف والمحطات. «سيمافور» هذا اسمه الذي أراد أصحابه أن يكون له معنى موحد تقريباً في نحو 35 لغة. يقف وراء المشروع الصحفيان البارزان، جاستين سميث الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة بلومبرج ميديا، وبن سميث كاتب العمود السابق في شؤون الميديا بصحيفة نيويورك تايمز ورئيس التحرير السابق لموقع بازفيد. وكلما اقترب موعد الانطلاق زاد الجدل بشأنه بسبب شهرة وخبرة المؤسسين وتأكيداتهما على عزمهما منافسة كبرى المؤسسات الإعلامية مثل رويترز وأسوشيتدبرس وصحيفة التايمز.
 وقال جاستين سميث لموقع إكسيوس إنه بحث وشريكه طويلاً عن اسم مناسب تفهمه شعوب العالم مباشرة.. وأخيراً استقرا على «سيمافور» الذي يعني الإشارة الضوئية التي تنظم حركة القطارات.
«سيمافور» لن يقدم تغطيات جديدة فقط، بل يستهدف أيضاً تغيير طريقة عمل الصحافة الدولية. فالقائمون عليه يعتزمون تعيين صحفيين ناطقين بالإنجليزية عبر العالم. وقال المؤسسان: إن الموقع سيتم إطلاقه في النصف الثاني من العام، لتقديم أحدث الأخبار والتقارير بشأن التطورات الجارية. وأكد جاستين سميث خلال ندوة عن بعد مع بعض المنصات الإعلامية: أن عهد المراسلين الأجانب انتهى. وأضاف: «ولى ذلك الزمن الذي كانت فيه مؤسسات إعلامية مقرها لندن أو نيويورك أو واشنطن ترسل صحفيين إلى الخارج لتغطية أخبار العالم». وتابع: «بالتأكيد يفضل القراء الأجانب أن يتابعوا أخبار بلدهم في منصة إعلامية عالمية بقلم مراسل محلي من منطقتهم؟»، مضيفاً: «ليس منطقياً أن تقوم  المؤسسات الإعلامية الغربية بإرسال شباب حديثي التخرج من كليات النخبة إلى مومباي مثلاً ليطلعونا على ما يحدث هناك.». بدلا من ذلك، يقول: سوف نعتمد على صحفيين على أعلى درجة من التعليم والمهنية يتحدثون الإنجليزية منتشرين عبر العالم»، مشيراً إلى أنه بذلك يمكن بناء غرف أخبار محلية وإقليمية محدودة التكلفة. وقال سميث: إن القراء في العالم الخارجي (خارج الغرب) يفتقدون الصحافة رفيعة المستوى. وتابع قائلاً إن الإعلام خارج الغرب معظمه  ليس جيداً.. فهو إما خاضع للرقابة أو محدود الإمكانيات». وأضاف: «إذن ماذا تفعل سوف تذهب إلى نيويورك تايمز أو وول ستريت جورنال أو واشنطن بوست، وعلى ماذا ستحصل؟ ستطالع أخبار نيويورك وواشنطن.. أو أنك ستذهب إلى سي إن إن التي تبث من أتلانتا عن قصص بعيدة تماما عن اهتماماتك والواقع الذي تعيشه».
إلى هؤلاء سيتوجه المشروع الجديد لتلبية احتياجات 200 مليون قارئ يعرفون الإنجليزية حول العالم، ينتظرون بلهفة خدمات إخبارية مميزة.