تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يخوص الفنان جاسم النبهان السباق الدرامي الرمضاني 2022، بـ 4 مسلسلات دفعة واحدة، هي الجزء الثاني من «محمد علي رود» و«دحباش» و«حبي الباهر» و«كيد الحريم»، حيث يظهر بشخصيات مختلفة، تؤكد حنكته في لعب الأدوار، وخبرته الكبيرة في تقمص الشخصيات باحترافية عالية، فما بين التراثي والحنين إلى الماضي والمعاصر الكوميدي، تنقل النبهان بين بلاتوهات التصوير مع نخبة من نجوم الدراما الخليجية لتنفيذ أعمال درامية تلفزيونية تحمل رسالة ومضموناً هادفاً، وتنال استحسان المشاهدين في الماراثون الرمضاني.
أشار جاسم النبهان في حواره مع «الاتحاد» إلى أنه أحد الممثلين العاشقين للتراث وموروث الأجداد، لذلك فإن تركيزه الأكبر يتوجه نحو اختيار هذه الأعمال التي تستعرض الماضي وتناقش قضايا مهمة، لتكون بمثابة مرجع للأجيال، وقال: أعشق الأعمال التراثية وأجدها الأقرب إلى قلبي لأني تعايشت معها وعشت فترة البيوت المصنوعة من الطين، والحياة من دون كهرباء، كما عشت حياة البر بكل تفاصيلها، لذلك فأنا أعود بذكرياتي إلى الوراء من خلال الأعمال التراثية التي تقرب المسافات بين الأجيال، وتعطيهم صورة عن حياة الأجداد سابقاً.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في الجزء الثاني من «محمد علي رود» بعد النجاح الكبير الذي حققه في جزئه الأول، لاسيما أنه يستعرض بين أحداثه الدرامية أهمية التواصل مع الآخر، وحياة النوخذة في السابق، بسبر أغوار البحار، والوصول إلى دول وشعوب مختلفة والتعامل معهم بطرق سليمة.
وتابع: هذا العمل يعنى لكل دول مجلس التعاون، حيث العادات والتقاليد وحكايات الأجداد، كما يوثق حقبة مهمة في تاريخ الكويت، إذ تناول العمل مجموعة من القضايا خلال أربعينيات القرن الماضي وقصص التجار الكويتيين الذين جمعهم البحر في قالب تشويقي يسلط الضوء على قيم الأمانة والوفاء والصداقة، وتدور أحداثه بين شواطئ الكويت وطريق محمد علي في وسط مدينة مومباي الهندية، ويشارك في بطولته كل من محمد المنصور وخالد أمين وبثينة الرئيسي وحسين مهدي، وهو من تأليف محمد أنور، وإخراج جاسم المهنا.
قصة واقعية
وتحدث النهبان عن عمله الثاني وهو «دحباش»، من تأليف مشاري حمود العميري وإخراج حسين آبل، وبطولة عبد الرحمن العقل ومحمد جابر وهيفاء حسين وعبير الجندي، وقصته تراثية وواقعية، ومستوحاة من مجموعة حكايات من المجتمع الكويتي تسلط الضوء على ثلاثة خطوط درامية رئيسية في العمل أولها شخصية «دحباش»، وثانيها «ولد شمه» وثالثها «بلال الأفرنجي»، فـ«دحباش» من أهل البادية يقدم إلى الكويت، كما هو الحال في بلال الأفرنجي الذي يقدم إلى الكويت فاراً بدينه، فيلتقون الثلاثة عند الشيخ صالح الذي يقوم بدوره المحوري جاسم النبهان، إلى أن يدخل على الكويت مرض الطاعون فتكون هناك أحداث كثيرة يتجسد بها الصراع من أجل البقاء في مجتمع صغير متكاتف تصقله تلك المواقف إلى بناء مجتمع جديد بعد ارتفاع ذلك الوباء عنهم.
ونوه النبهان بأن «دحباش»، هو الثلاثية من روائع الكاتب مشاري حمود العميري، بعد أن عرض سابقاً «رحى الأيام» و«الوصية الغائبة»، الذي شارك في بطولته النبهان مع المخرج حسين آبل، وحقق صدى كبيراً لاسيما أن الثلاثية مأخوذة من أعمال تراثية قديمة، تستعرض ماضي الأجداد وما يمتازون به من حكمه.
ظاهرة الطبقية
عن «حبي الزاهر» الذي يشارك في بطولته النبهان، فأوضح أنه من الأعمال الكوميدية المعاصرة، إذ يتناول مفهوم «الطبقية»، وهو من تأليف علياء الكاظمي، وإخراج خالد جمال وبطولة إبراهيم الحربي وباسمة حمادة وزهرة الخرجي.
أنواع التمثيل
شدد النبهان بأنه لا يمانع أبداً من المشاركة في أعمال كوميدية جادة وقال: بعض الفنانين يقدمون الكوميديا بغرض الانتشار لأنها الأقرب إلى الناس، لكن في الوقت نفسه البعض لا يعلم أن الكوميديا من أخطر أنواع التمثيل، فإذا استعرض من خلالها موضوع اجتماعي، فيجب أن تحتاج إلى كاتب ذكي، وممثل مدرك.
وأضاف: أتذكر الأعمال القديمة التي قدمها إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وغيرهم، فكانت عندما نشاهدها نبتهج ونشعر بأن لديهم رسالة في قضية ما رغم أنه عمل كوميدي، فالمجتمع العربي لا يتغير، ومشاكلهم لا تتغير، فمنذ البدايات ومنذ معرفتنا بالسينما والتلفزيون والمسرح فالقضايا هي نفسها التي يعيشها المتجمع، لكنها تقدم بين فترة وأخرى مع اختلاف الشكل والزمن والطرح، منوهاً بأن «جُون بَابتِيسْت بُوكْلَان» المُلقب بـ «مُوليير» المؤلف المسرحي الشهير، يُعد أحد أهم أساتذة الهزليات في تاريخ الفن المسرحي الأوروبي، ومؤسس «الكوميديا الراقية»، لذلك فإن الكوميديا في الفن مهمة جداً لكن يجب توظيفها.
تطور مستمر
عن رأيه في الدراما الخليجية والعربية عموماً، خصوصاً التي تم تنفيذها خلال الأعوام السابقة، أكد النبهان أن مستوى الدراما الخليجية والعربية في تطور مستمر، خصوصاً مع وجود كتاب ومخرجين مبدعين، لكل واحد منهم فكر وأسلوب مختلفة، لذلك نجد دائماً التنوع في الدراما الرمضانية هي البطل الأهم في هذا السابق، حيث يستطيع المشاهد أن يشبع رغباته بمتابعة أعمال تراثية واجتماعية وكوميدية، واصفاً كل صناع الدراما خصوصاً في العامين الماضيين بـ «الأبطال» خلف الشاشة وأمام الكاميرا، لاسيما أنهم تحدوا الجائحة وأقدموا على تنفيذ الأعمال رغم الصعوبات التي عاشتها الإنتاجات الدرامية.
الإمارات.. «عاصمة الفن»
وجه الفنان الكويتي جاسم النبهان شكره إلى الإمارات، على دعمها غير المحدود لكل مبدع، واحتضانها الفنانين من جميع أنحاء العالم العربي، ووصفها بـ «عاصمة الفن»، وقال: الإمارات 50 عاماً من العطاء والتطور والإنجازات في شتى المجالات، وذلك بفضل ورؤية وحكمة قادتها الرشيدة، متمنياً لها دوام الأمن والسلام والازدهار، معرباً في الوقت نفسه عن فخره وتشرفه بأن يتم تكريمه مؤخراً بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، ضمن فعاليات الدورة الـ31 من أيام الشارقة المسرحية، وإنجاز كتاب يوثق مسيرته ويتناول الإنجازات التي حققها في مجال الفن خلال مسيرته الفنية الطويلة.